ملخص الجهاز:
"بناء الشریعة باعث علی الفطرة و نداء التطور الذکتور محمد سعاد جلال ان القرآن الکریم هو الذی تصدی لتقریر اثبات هذه القضیة بنفسه فقال تعالی: «فأقم وجهک للدین حنیفا فطرة الله التی فطر الناس علیها لا تبدیل لخلق الله ذلک الدین القیم و لکن أکثر الناس لا یعلمون».
أمر الله فی هذه الآیة صاحب الرسالة و المؤمنین معه بأن یسدد قصده و اتجاهه و یقیم نفسه منتهضا لاعتقاد دین الاسلام و العمل بشرائعه ملتزما فی ذلک الصراط المستقیم-حنیفا-مائلا الیه دون سائر الملل و الأدیان لان هذا الدین هو مقتضی بواعث الفطرة التی فطر الله الناس علیها فهو مطلوب الفطرة و مقصود العصمة.
و لهذا المعنی غور نکشف الغطاء عنه فیما یلی: اعلم ان هذا الکون العظیم الذی تری مشاهدته متجلیة فی السموات فی حرکات الشمس و الفجر و ما طالع النجوم،و فی السحاب المتصاعد الیها و المتجلیة فی الأرض الواسعة الآفاق فی جبالها و بحارها و أنهارها و فی الریاح و العواصف مقومات الفطرة: و مقومات الفطرة التی یتحقق بها وجود الانسان أربعة أشیاء،الغذاء،و الجنس، و شوق العقل للمعرفة،و استبقاء الذات، و نعنی ان ماهیة الانسان،بصرت النظر عن تعلق«النفس الناطقة»به تنعدم بتصور ایجاده علی مثال بنقص واحدة منها."