ملخص الجهاز:
"فماذا صنعت الصحافة العربیة المصریة بالوعی القومی الذی لابد منه منه لإحباط هذه الخطط الاستعماریة؟ *أما من حیث التعلیم: فقد زعم الاحتلال البریطانی للمصریین أنهم لیسوا أهلا لا للحکم الذاتی من جهة،و لا للتعلیم العالی من جهة ثانیة.
و کما قال المرحوم قاسم أمین: (به تصویر صفحه مراجعه شود) أحمد لطفی السید «بقیت الجامعة المصریة جنینا فی أحشاء الأمة المصریة حتی خرج هذا الجنین إلی الوجود،و لکن بنفس المشقة التی تخرج بها الأجنة من بطون أمهاتها».
*و أما من حیث الهجوم علی الدین: و هو الأساس الثانی من الأسس التی اعتمد علیها الاحتلال البریطانی فی مصر-فقد رأینا هؤلاء المعتدین الغاصبین یرمون المصریین بتهمة التعصب الدینی الذی یهدد الأجانب المقیمین بمصر.
ثم ذهب اللورد إلی أن هذا الدین هو السبب الأول و الأخیر فی تأخر المسلمین،و أنه دین یحرض علی القتال و سفک الدماء؛إلی آخر هذه الدعاوی الباطلة التی أصبح لها و جهان:أحدهما دینی،و الآخر سیاسی.
أما فی المیدان السیاسی فقد بعث السید علی یوسف حبا و عطفا فی قلوب المصریین علی عباس حلمی الثانی بوصفه أنه الرجل الذی وقع فریسة الاحتلال البریطانی، لا لشیء إلا لأنه أراد أن یکون للشعب المصری أکثر من أمیر أو ملک.
و من ثم أطلق التاریخ علی هذه المرحلة من مراحل الصحافة المصریة اسم«العصر الذهبی لصحافة (به تصویر صفحه مراجعه شود) قاسم أمین المقال»،لأنه العصر الذی شهد المثل الأعلی للطریقة التی تتبع فی نشر الوعی القومی،أو الدور العظیم الذی تقوم به الصحافة فی تنمیة هذا الوعی.
و المهم لیس فی إیثار هذا الأمر البدهی-و هو دور الصحافة فی إثبات الوعی القومی-بالرغم من أن إثباته قد احتاج منا إلی سؤال التاریخ فی کل حادثة من الحوادث علی النحو المتقدم."