ملخص الجهاز:
"22-و اذا کانت الاهوال و الفظائع التی شهدتها الانسانیة خلال الحرب العالمیة الثانیة من أهم الاسباب التی أدت الی بروز أهمیة ضرورة العمل علی توفیر حمایة دولیة لحقوق الانسان و أفسحت المجال أمام تلک المبادیء فی میثاق الامم المتحدة و ما تلاه من وثائق قانونیة دولیة علی النحو الذی سبقت الاشارة الیه فقد کان طبیعیا أن تجد تلک المبادیء طریقها الی قانون الحرب،و کانت اتفاقیات جنیف الخاصة بحمایة ضحایا النزاعات المسلحة لعام 9491 و التی تم الاعداد لها بعد میثاق الامم المتحدة و جرت صیاغة نصوصها فی مؤتمر جنیف الدیبلوماسی فی أغسطس 9491 بعد أقل من عام واحد علی اقرار الجمعیة العامة للاعلان العالمی لحقوق الانسان)أولی المناسبات التی عرفت محاولة اقامة نوع من الصلة الوثیقة بین القانون الدولی لحقوق الانسان و قانون الحرب أو بمعنی أدق قانون النزاعات المسلحة،فانطوت علی عدد من النصوص التی کفلت حدا أدنی من الحقوق الاساسیة للانسان فی کافة الظروف و نذکر منها بصفة خاصة نص المادة الثالثة المشترکة فی اتفاقیات جنیف التی جاء بها.
72-لقد کانت نصوص مشروعی البروتوکولین(الملحقین)اللذین أعدتهما اللجنة الدولیة للصلیب الاحمر فی ضوء حصیلة الاعمال التمهیدیة و مؤتمرات الخبراء الحکومیین و تقدمت بها الی مؤتمر جنیف الدیبلوماسی للعمل علی انماء و تطویر قواعد القانون الدولی الانسانی التی تطبق علی النزاعات المسلحة-تعبر بصفة عامة عن الرغبة فی التوسع فی محتوی الحد الادنی من القواعد الانسانیة الذی یطبق بمناسبة النزاعات غیر ذات الطابع الدولی،علی نحو یؤدی الی تطبیق القواعد الاساسیة فی قانون الحرب علی تلک النزاعات،و هو ما یمکن ان یؤدی فی الواقع الی القضاء علی الاهمیة العملیة للتفرقة بین نوعی النزاعات المسلحة بما یکفل ضمان الحقوق الاساسیة للانسان خلال النزاعات المسلحة غیر ذات الطابع الدولی بوجه خاص التی تعظم الحاجة فی أثنائها الی محاولة العمل علی ضمان احترام حقوق الانسان لما یسودها من حقد و ضراوة، و لما یشوبها من انتهاکات بشعة لحقوق الانسان الاساسیة."