ملخص الجهاز:
"«لقد کانت أولی خطوات الحکم البعثی النقض الواضح الصریح لمیثاق القاهرة نصا و روحا،لقد أجهز الحکم البعثی علی کل أمل فی قیام الجبهة القومیة،و رفض باصرار و عناد تنفیذ هذا المبدأ الجوهری الذی أعتبره میثاق القاهرة نقطة انطلاق الوحدة،و سبیل تجمیع قواه الثوریة،و لم ینقض حکم البعث میثاق القاهرة فی تنکره لمبدأ الجبهة القومیة فقط،بل عمد الی ضرب میثاق القاهرة أیضا حین نسف قواعده الدیمو قراطیة الشعبیة الثوریة،و التی جعلها میثاق القاهرة أساسا لاحکم الوحدوی و الاشتراکی،و لانطلاق الجماهیر فی طریق صنع مستقبلها.
ما یأتی: «فی غمرة الأفراح و المباهج التی کان یعیشها الشعب العربی فی أقطاره کلها عقب اعلان میثاق الوحدة فی القاهرة،و فی الوقت الذی کنا نرقب فیه فجر عهد جدید تتلاحم فیه القوی الوحدویة مخلصة لارساء قواعد الوحدة و حمایتها،و تعمیق العمل فی القطاع الشعبی و الرسمی لها،کانت قیادات من حزب البعث العربی تتلهی عن کل هذ ه الآفاق القومیة الرحبة لتفکر فی النطاق الحزبی الضیق و تنصرف عن التعاون العریض الحر مع القوی الوحدویة لتعمل فی نطاق الانفراد و الاستئثار،و تتجاهل فی أصرار و عناد اهمیة الجبهة القومیة المتکافئة للتحدث دائما عن وجود الحزب و عن أمجاده،کأن هذه المرحلة التاریخیة الکبری من الحیاة العربیة یجب أن تکون ملکا للحزب و تبعا له.
ان الظروف التی أعقبت اتفاق القاهرة أدت بکل أسف الی نسف هذه الثقة بدلا من أن تطورها فی اتجاه أفضل،و برغم أن الاتفاق بین القوی الوحدویة قد تم من:قبل علی تکوین الجبهة علی أساس التساوی، فقد فسر هذا المبدأ علی انه تساو بین حزب البعث من طرف و سائر القوی الوحدویة من طرف آخر.."