ملخص الجهاز:
"»04من هنا فان حدیث السیاب عن ثورة الشعر الحر أثبت أن الثورة لم تکن منقطعة الجذور،علی الرغم مما فی حدیثه من اشارات خاصة إلی اهمیة المحاولات التی رافقت العصر الحدیث،و یبدو ان هذه الخصوصیة جاءت من واقع العصر الذی نعیش فیه اذ وضحت فیه کل سمات الرفض و التبرم و الثورة،فکان ان ارتبطت الثورة علی الشعر التقلیدی به لأن«تاریخ العرب الحدیث هو تاریخ ثورات و کفاح،و خیبات کبیرة،و محاولات کان اغلبها فاشلا،ثم کفاح و ثورات جدیدة،هذه جمیعها اشترکت مع التیارات الثقافیة المستمرة فی خلق نموذج الشاعر العربی المعاصر،من طبقة الرواد»14 و لما کانت ریادة السیاب فاعلة فی مجال التغیر و احداث الجدید،فانها بالضرورة لم تکن لتجیء دون مفاتیح السابقین علیه،و أعنی بها ارهاصات الحداثة و محاولات البحث عن الجدید فی کل وسائل التعبیر،اذ سرعان ما تتطور بعض تلک المحاولات -الجادة التی تحمل بذور التولید-إلی تجارب تعطی نتائج مختلفة لا یبقی منها الا ما کان لصیقا بقانون الحیاة السائر نحو الافضل24،و من هنا کانت إشارات السیاب إلی دعوة مندور إلی«الشعر المهموس»و محاولات الیاس ابی شبکة و خلیل شیبوب و علی احمد باکثیر فی الثوة علی وحدة الوزن و القافیة و الکتابة علی طریقة الشعر الحر،و یبدو ان حدیث السیاب عن الشعر الحر فی انه«بناء فنی جدید و اتجاه واقعی جدید،جاء لیسحق (المیوعة الرومانتیکیة)و ادب الابراج العاجیة،و جمود الکلاسیة،کما جاء لیسحق الشعر الخطابی الذی اعتاد الشعراء السیاسیون و الاجتماعیون (04)."