ملخص الجهاز:
"فیا تری ما هی العلة لهذا الضعف و هذه الضحالة،هل النقص فی العلم و المعرفة أم النقص فی التعلیم و التعلم أم فی المعلم و المتعلم؟فلنرجع القهقری و لنر هل العلة تکمن فی أسلوب التعلیم أن فی مضمون العلم و مواضیعه؟ و هل أن واضع المنهج العلمی عرف المصدر الذی یجب أن یأخذ منه مفردات منهجه؟ و هل أن المنتخب لأسلوب التعلیم،عرف المبانی التی یجب أن ینتخب علی أساسها الأسلوب التعلیمی؟ وکلاهما هل یعلمان قبل کل ذلک ما هی الدوافع و الأهداف للتعلم من أجل التمکن من صیاغة البرامج و المناهج للوصول إلی الهدف؟ هذه نقاط جوهریة فی أصول البحث.
لذا یجب وضع منهج دراسی علمی مبرمج للدراسة من مستوی سن السادسة من العمر إلی سن الثامنة من العمر أی سنتین لتعلم القراءة و الکتابة و أربع سنوات لمعرفة ضروریات الحیاة و بالذات القوانین و الأحکام المتعلقة بالحیاة الیومیة قبل سن البلوغ و بعده مع المقدمات العلمیة المرتبطة بها و لکن فی مستوی(التعبد و الحفظ و التلقین) و حینما یشتد عضد الولد أو البنت یتوسع أفق فکرهما یبتدئان بالدخول فی المرحلة الثانیة من العلم الکمالی الذی سوف نتکلم عنه.
و کذلک التقدم فی خط الصعود للکمال من مرحلة الحیوان الناطق إلی الکمال الإنسانی،یتمکن من دراسة العلوم المختلفة التی بعضها مقدمات و بعضها متون،و الجهد فی ذلک حتی وصول مرحلة الاجتهاد فی الأخذ بالرأی، و أکثر من ذلک الخوض فی الفلسفة التی هی کما فی التعریف(الوقوف علی أسرار الأشیاء و جذورها و عللها و معرفة القوانین العامة التی تربط الأشیاء بعضها ببعض فی هذا الوجود)و نحن نعرف جیدا أن الوقوف علی العلل أمر لم یکن بالیسیر،کل ذلک یمکن الحصول علیه بل هنالک توصیات مؤکدة من قبل المشرع للأدیان السماویة و العظماء من أصحاب الآراء الوضعیة للحصول علی هذه العلوم و معرفة العلل و الأسباب إلی الحد الذی یتمکن الإنسان المحدود الحصول علیه."