ملخص الجهاز:
"الحوار الحضاری ضرورة إنسانیة الدکتور أحمد عبد الرحیم السایح باحث إسلامی-القاهرة جامعة الأزهر-کلیة أصول الدین و التفاعل الحضاری ضرورة إنسانیة،لا بد منها لقیام الحضارات،و تقدم الإنسان فی کل ما من شأنه أن یأخذ بید الإنسان،و یشیع فی المجتمعات الإنسانیة السلام و الأمن.
و بعبارة أخری أکثر شمولا هی:الحصیلة الشاملة للمدنیة و الثقافة و الفکر،و مجموع الحیاة فی أنماطها المادیة و المعنویة و لهذا کانت الحضارة هی الخطة العریضة کما و کیفا التی یسیر فیها تاریخ أمة من الأمم.
لقاء الإسلام بحضارات الأمم أما المثال الأول الذی یقوم علی لقاء الحضارة الإسلامیة و تفاعلها مع الحضارة الفارسیة،و الیونانیة،و الهندیة،فإن المدرک لأبعاد هذا اللقاء و التفاعل، یلحظ بوضوح أن المسلمین لم یکونوا یومئذ أخلاء من أی تفتح عقلی،إذا کانت نواة التفکیر فیهم قد تکونت.
فأدی ذلک إلی قیام مدارس الفلسفة، و العلوم،و الفنون المختلفة،التی سیطرت علی أفق الحضارة الإسلامیة نتیجة لتطبیق مبادیء الإسلام علی أشکال المعرفة المختلفة،التی ورثها المسلمون عن الشعوب،ذات الحضارات العریقة55.
و إذا کانت الحضارة الإسلامیة تفاعلت مع حضارة مصر و الشام،و تبنت ما فی هذه المجتمعات من المعارف و العلوم و التجارب الإنسانیة.
و لا یخفی أن الأمة الإسلامیة تملک رصیدا ضخما من القیم الهادفة و توجیهات الإسلام،و هذه القیم کفیلة عند استثمارها بأن تجعل الأمة الإسلامیة فی وضع یسمح لها بأن تنمی فلسفتها الإنسانیة،و تتسابق مع أمم الأرض فی بناء حضارة إنسانیة،و مما هو معروف أنه لیس کل عمل یصدر من الإنسان یسهم فی الحضارة الإنسانیة."