ملخص الجهاز:
"*** أما العنصر القانی،أی المعرفة بفن الشعر فهو ذلک الجهد الذی یضاف الی الموهبة الاولیة،جهد معرفة تاریخ هذا النوع الأدبی و تراثه الحی و الانشغال بمستقبله،و بمشکلة التوصیل،و الاحساس بوجود القاری،أو المتلقی،جهد التطم و جهد تجریب کل الاسالیب و الایقاعات (و حتی داخل النص الواحد أحیانا)و الانتقال باستخدام«المونتاج لاعادة ترکیب الاجزاء»التی قد تبدو للعین المتسرعة المهملة و کأنها بلا رابط وصولا لاهم عملیة فی انتاج النص،ألا و هی عملیة البناء.
و من الملفت للنظر أن الروایة الفلسطینیة تفوقت علی الشعر الفلسطینی فی هذا المجال،ربما بسبب طبیعة ذلک النوع الأدبی نفسه،و من ناحیة أخری لمیل الکثیر من القصائد الی«انشاد الثورة»بحیث لا یجد«النقص»البشری مکانا لائقا به داخل الشعر،و لکن ما أرید قوله هنا أن الشعر سیخدم قضیة الحیاة و قضیة الفن معا بشکل أکبر اذا ابتعد عن الثالیة الرومانسیة و اذا ابتعد عن الاغتباط بالذات،و اذا شعشعت مجالات القصیدة بحیث تنسیء کل ما تستطیع لمسه من صفات الروح و النفس و الجسد و المجتمع و علاقاته المتشابکة،الصغیر منها و الکبیر،الجمیل منها و القبیح.
و کم من کاتب عارف بالحیاة معرفة هائلة،و عارف بمعضلات النوع الادبی الذی ینتجه، و قدم و یقدم أعمالا أدبیة ممتازة و ممیزة،غیر أن انفراط التوافق بین اللحظة التاریخیة(فی منعطف ما)و بین مصلحته الشخصیة(حسب تحدیده هو لهذه المصلحة)قد أدی به الی الخروج عن قضبانه المستقیمة و التدهور علی أحد جانبی طریقه القدیم،مؤذیا بذلک تاریخ اللحظة العام و تاریخه الشخصی معا،(هل نحن بحاجة للتذکیر بنجیب محفوظ مثلا)؟و فی العالم الثالث،حیث السلطة فی معظم الحالات لا تمثل (*)المنسف أکلة أردنیة فلسطینیة فتها؟الاحم و الارز و الغبز(فتة)لها طاوس خاصة فی تناولها."