الظنون و الرؤی مقالة

"و الآن هل تجاوز الکاتب فی مجموعته‌ الجدیدة الظنون و الرؤی هذا البعد العاطفی الی أبعاد أخری أکثر عمقا و شمولا؟ تحتوی المجموعة الجدیدة عددا من القصص القصیرة تتخذ خاماتها الفنیة من أرض القریة أو المدینة الصغیره أو التجمعات الهامشیة علی‌ حدود العاصمة.. لکنی أود أن أکتب‌ فحسب عن قصتین من قصص‌ المجموعة هما تحت السقوف الساخنة و الموت و الحیاة. تحت السقوف الساخنة هی‌ قصة کوثر الصبیة ذات الضفیرتین‌ و الحیاء الفطری و الشوق المشبوب‌ الی رجل یختارها من بین کل البنات‌ فتصبح عروسه و حلاله و ربة بیته‌ و أم أبنائه. کوثر الحانیة التی تنتظر عودة أبیها المکدود بلهفة أم تشعل النار فی‌ جسدها و تموت محترقة:هل قتلها اکتشافها المفاجی‌ء یعری أمها المنضوح بین أحضان الغریق علی‌ سریر الأب؟تلک کانت القشة التی‌ قصمت-کما یقولون-ظهر البعیر. و کما کانت کوثر هی نقیض بینتها الشائهة و مجتمعها البائس الموصوم‌ کان ابراهیم فی قصة الموت و الحیاة هو نقیض مجتمعة الریفی ذی‌ التقالید الراسخة و العادات القدیمة و الآداب المورثة."