ملخص الجهاز:
"و یضعنا عنوان الدیوان[العهد الآتی]قبل القصیدة-أمام علاقة مباشرة مع التراث من خلال ذلک الاستناد القوی علی اللغة التراثیة[للکتاب المقدس بعهدیة القدیم و الجدید]و الذی لجح الشاعر من خلال علاقات التناقص بین لغة التراث و صورة الحلم الذی ینسجه فی عهده الآتی،فی خلق هویة متحرکة داخل الدیوان.
و هنا یطل سؤال:هل العهد الآتی هو نموذج الحلم؟هل یخلق الشاعر مدنا فاضلة موازیة للواقع الاجتماعی الساحق للطبقات البسیطة و بالتالی یستبدل صورة(الاله)بذاته الجماعیة؟ من المؤکد أن التحول الالهی تحرک نحو الذات الجماعیة داخل القصیدة و الدیوان،إلا أن الحلم لیس صورة(مثالیة فوقیة)أو صورة(قدریة)،و لکنه استشرف للمستقبل و نتیجة ضروریة،و اتجاه حتمی یستند علی جذور الواقع،ویرتکز علی التجربة الانسانیة کعنصر فاعلیة للحرکة.
تنشأ و تنحل و تتراکب داخل أبنیة معقدة فبینما یدخل (الله)التجربة لتجسید سلطوی قاهر(دینی،و اجتماعی)و بأنسقته الثلاثیة و ثالوثه المقدس، و أقانیمة المطلقه(الحب/العدل/الحق)و هی اشارة ایضا یضعها الشاعر لتتصل بصورة ما بالأقانیم الفلسفیة المثالیة لدی الأغریق(الحق/الخیر/الجمال)،و هی إشارات لیست بعیدة(فالحب یرتبط بالجمال)(و العدل یرتبط بالحق و الحقیقة)(و العقل یرتبط بالخیر الذی یعم الکون و ینتج للبشر المتوازن)یکون هذا التناقض بین الله و التجربة الحرکة داخل القصیدة فالدخول فی(التجربة)یعنی ثنائیة الصراع بین(الذات العلیا)و تحولها(الانسانی)أی(الذات الجماعیة): قلت فلیکن الحب فی الأرض قلت:فلیذب النهر فی البحر،و البحر فی السحب و السحب فی الجدب و الجدب فی الخصب ینبت خبرا لیسند قلب الجیاع و عشبا لماشیة الأرض ظلا لمن یتغرب فی صحراء الشجن و یسقط الأقنوم الأول من تجربة الواقع المتردی فی الزیف و الاحتیال: و رأیت ابن آدم ینصب أسواره حول مزرعة الله یبتاع من حوله حرسا و یبیع لأخوته الخبز و الماء یحتلب البقرات العجاف لتعطی اللبن."