ملخص الجهاز:
"ومن المعلوم أن الضلالات والبدع یکون انتشارها أکثر بین الأوساط الشعبیة وهم السواد الأعظم دائما للأمة، ومن هنا یأتی خطرها الکبیر الذی یتمثل فی إسدال الستار علی العقل الإسلامی وإیجاد ظلمات بعضها فوق بعض فی موکب الحیاة العامة وإضاعة الفکر فی متاهات غریبة لدی جماهیر عریضة من أبناء الأمة وهو ما یحول الأمة المسلمة إلی أمة مقعدة فی عالم یجری کالریح المرسلة(1).
مشکلة الأفکار لا یخفی علی أحد أن فساد الفکر یقترن دائما بفساد العقیدة کلیا أو جزئیا، إذ أن الفکر أساس العمل، ویتحدث القرآن الکریم عن هذه الظاهرة فی کثیر من آیاته کسبب من الأسباب التی تؤدی إلی سقوط الأمة وخراب عمرانها وحضارتها.
ومن ناحیة أخری فان انعدام الاستقرار; سواء علی مستوی السیاسة الخارجیة أو الداخلیة وانعدام الشعور بالأمن ، وانتهاک حقوق الأفراد وانعدام حریة التصرف، یحول دون تقدم العالم الإسلامی فی الاقتصاد والصناعة.
ضعف تواجد الکیانات الدولیة الاسلامیة ومن ناحیة أخری فان المنظمات الدولیة الاسلامیة کمنظمة مؤتمر العالم الإسلامی وغیرها ضعیفة من حیث تأثیرها فی الأحداث وإمکانیتها فی تسییر دفة السیاسة العالمیة لصالح الأمة المستضعفة .
والإعلام الإسلامی أضعف ما یکون فی الدول الغربیة أو دول آسیا الوسطی، ذلک لان العوامل الحیویة التی تساعد علی نشاط الأعلام وتوسیع دائرة نفوذه تکاد تکون مفقودة، ومن هنا فان المنظمات الاسلامیة وأجهزتها ینبغی أن تعمل جاهدة من أجل تعزیز جهاز الإعلام الإسلامی کی یکون فی مستوی العصر.
علاوة علی ذلک فان وحدة الفکر الحرکی الإسلامی بدورها تساهم فی تقریب وجهات النظر فیما بین فصائل العمل الإسلامی فی کل قطر، ومن ثم یمکن وضع صیغة لمیثاق الدعوة الاسلامیة تقلل من أثر الانشطار الحرکی واختلاف قوالب الدعوة، وتباین نوعیة القیادة."