ملخص الجهاز:
"لا شک أن البشر وطلاقة الوجه یمکن أن تکون من العوامل المهمة التی تساهم فی اعادة حالة التوازن إلی الحاکم الذی قد یتسلل إلیه بعض الشعور بالغرور والتکبر إثر تسلمه لزمام الامور، من جانب آخر یجب علی الحاکم أن یراقب سلوکه فی تعامله مع الأمة ومقارنة ذلک مع مرحلة ما قبل تسلمه للسلطة: (فإن حقا علی الوالی ألا یغیره علی رعیته فضل ناله، ولا طول خص به، وأن یزیده ما قسم الله له من نعمه دنوا من عباده، وعطفا علی إخوانه( ***.
أخیرا فإن إدارة شؤون الأمة تتطلب إحاطة الحاکم وإلمامه بأغلب الامور التی تجعله یقود المسیرة بکفاءة وحزم، ولذلک یری الإمام علی ( قضیة متابعة ومواصلة العلم والتعلم؛ بهدف إصلاح شؤون البلاد، تمثل إحدی وظائف الحاکم، الأمر الذی کان یؤکده علی ولاته: (أکثر مدارسة العلماء ومناقشة الحکماء فی تثبیت ما صلح علیه أمر بلادک وإقامة ما استقام به الناس قبلک( ***.
وإن أدنی تمییز وظلم وإجحاف فی هذا المجال، إنما یفرز تضییعا وهضما لسائر الحقوق الاجتماعیة، وقد أکد الإمام علی ( هذا الجانب من العدالة، إضافة لاستعراضه الوسائل العملیة الناجعة التی من شأنها أن تیسر أمر إجراء العدالة فی هذا الجانب، ومن ذلک: الإشراف علی سیر أعمال التجار وذوی الصناعات والحرف کان من بین الامور التی أکدها الإمام ( ـ ضمن وظائف الحاکم ـ فی عهده الذی عهده لمالک الأشتر (رحمه الله) حین ولاه مصر، هی العنایة الخاصة التی ینبغی أن یولیها للأفراد الذین ینهمکون فی توفیر أسباب الرفاه والرخاء الاقتصادی للمجتمع (التجار وأصحاب الصناعات والحرف)، ومعالجة مشاکلهم، والنظر فی امورهم."