ملخص الجهاز:
"ویمکن أن نضیف إلی هذه الموانع التی أشار إلیها المیثاق، والتی لا تقل خطرا علی وحدة الأمة من الأخری، عجز مناهج التربیة والتعلیم، عن نشر ثقافة الاحترام والتعایش والتواد بین المسلمین، وتشویه حقائق التاریخ وتفسیر أحداثه وفق النظرة المذهبیة أو الطائفیة، والجرأة فی التطاول علی صحابة رسول الله (ص) وأزواجه أمهات المؤمنین والحط من قدرهم الذی یبلغ أحیانا درجة موغلة فی سوء الأدب مع من نزل فیهم القرآن رضی الله عنهم فی کتابه العزیز، والسکوت عن ظواهر الغلو والتطرف مراعاة لمشاعر العوام من أتباع هذا المذهب أو ذاک وحرصا علی استقطابهم واستغلالهم لأغراض غیر بریئة، وضعف اللغة العربیة ضعفا معیبا لدرجة یتعذر معها الرجوع إلی أمهات کتب التاریخ الإسلامی ومصادر الثقافة الإسلامیة، للاطلاع المباشر علی أصول العقیدة والحقائق التاریخیة، والتأثر بالسیاسات التی تملیها القوی الأجنبیة التی لها المصلحة فی تمزیق صف الوحدة الإسلامیة، وتغلیب المصالح الطائفیة أو العرقیة أو السیاسیة العارضة علی المصلحة الإسلامیة العلیا، وتقاعس طائفة من العلماء من مختلف المذاهب عن القیام بالواجب المنوط بهم فی تبیان حقائق الدین الحنیف وکشف الأباطیل ودحض الشبهات.
یرسم مشروع میثاق الوحدة الإسلامیة (الخطوات العامة)، ویعنی بها الإجراءات العملیة لتحقیق التقارب والوحدة الإسلامیة، ومنها (تجنب تکفیر المسلمین وتفسیقهم ورمیهم بتهم مثل البدعة، وعدم نقل الاختلافات من مرتبة الخطأ والصواب إلی مرتبة الکفر والإیمان، والتعامل باحترام عند الاختلاف باعتبار أن ذلک نتیجة لإقرار التعددیة الاجتهادیة فی الإسلام، وعدم الإساءة لمقدسات الآخرین، ونشر ثقافة الحوار وأدب المناظرة وفقه الوحدة الإسلامیـة، والتأکید علی عدم مسؤولیة المذاهب العقدیة والفقهیة والتربویة عن أی ممارسات خاطئة ترتکب باسمها من قتل للأبریاء وهتک للأعراض وإتلاف للأموال وغیر ذلک، وعدم الدعوة لإغلاق البحث فی الجوانب التاریخیة والعقدیة والتشریعیة المختلف حولها علی أن یترک البحث فیها للمتخصصین یعالجونها بروح الأخوة والموضوعیة وتحری الحقیقة."