خلاصة:
الحدیث حول المهدی علیه السلام ودولته العالمیة یدفعنا للحدیث بشکل تلقائی عن الانتظار والتمهید وأبعادهما المختلفة.فقضیة المهدی وخروجه وإقامة دولة الحق یدفع بکل من یؤمن بهذه القضیة إلی التطلع الدائم والدؤوب إلی یوم خروجه علیه السلام فهو أمل ینعقد فی النفوس والتفاعل مع هذا الأمل یدفع بالمؤمنین به أن یسعوا إلی هذه اللحظة المبارکة ببذل الجهد للتمهید لظهوره بتوفیر العوامل المساعدة و رفع العوائق المانعة.إن الانتظار و التمهید وظیفة المؤمن زمن الغیبة , وأساس وظیفته یقوم علی إعداد الظروف وتهیئة الأرضیة اللازمة لظهور الحجة وذلک من خلال تربیة النفوس ورفع عوامل الإستعداد بتوعیة الأفراد والجماعات بأهمیة الانتظار وضروریته لتحقیق التهیئة والتمهید لإقامة دولة الحق التی تبسط العدل فی الکون بعد ما ملئ ظلما وجورا.سعینا فی هذا البحث تسلیط الضوء علی مفهوم الانتظار و التمهید و تبیین السبل و العوامل و العوائق التی تتعلق بالتمهید فی خمسة فصول متمنین من المولی القبول.
ملخص الجهاز:
وقد أدی هذا إلی ظهور بعض الإشکالیات التی اعترضت أذهان البعض بسبب التشکیکات المثارة حول خروجه علیه السلام، بل وحول قضیته بأکملها، وتتمثل فی جهتین: ـ العوائق الداخلیة: تعددت الشبهات التی أثیرت ضد المهدویة وتعددت أغراضها، فبعضها کان بقصد سلب الشرعیة من القضیة وإضفاء الصیغة المذهبیة علیها، وبعضها الآخر کان بسبب التراخی لدی الفئات المؤمنة بهذه القضیة مما تسبب باسترخاء البعض منهم وتخلیه عن دوره کممهد، ونلخصها فی فئتین: فئة المعطلین وهم الأشخاص الذین تخلو عن دورهم المفروض فی التمهید لقیام دولة الحق، ظنا منهم أن القسط والعدل لا یمکن أن یتحقق إلا بخروج القائم عجل الله فرجه، فلتترک الأمور کما هی.
العوائق الخارجیة:وتحدد فی جهتین:عاشت الفئات الحاکمة علی طول التاریخ هاجسا مخیفا من کل الحرکات الإصلاحیة والتی تمثل خطا مضادا لتلک الحکومات وجوبهت بالقمع والتضییق، وقد عانی الممهدون من ذلک التضییق الکثیر بسبب ما حملوه من فکر واعی یتحلی بالقیم الإسلامیة ویسعی دوما للتغییر نحو الأفضل والأحسن ویبحث عن العدالة ویؤسس لها من خلال منشأ مبدأ الانتظار الذی یهدف للتمهید للمصلح الموعود الذی یملئ الأرض قسطا وعدلا کما ملئت ظلما وجورا، ومع ما تمثلته تلک الدول من فساد وظلم واضهاد للمستضعفین فسعوا إلی تغییب دور الشیعة باعتبارهم ورثة حقیقیین لفکرة التمهید للإمام المهدی علیه السلام، فضیقوا علیهم ثقافیا واجتماعیا وسیاسیا.
فهی فی حیویة دائمة غیر مشلولة نتیجة الإحباطات السیاسیة المحیطة بها، فهذا المجتمع المنتظر یحمل أفراده عدة صفات منها: الإیمان: فکرة المهدی هی فکرة اشترکت بها جمیع الأدیان، وتعددت المذاهب المختلفة التی آمنت بخروج المخلص، لکن انفردت بخصائصها وتفاصیلها الثلة المؤمنة التابعة لمذهب آل البیت علیهم السلام، لذا فإن أهم ما یمیز مجتمع التمهید هو الإیمان بحقیقة وجود صاحب الزمان وهذا الإیمان باعث علی العمل وإصلاح النفس لدی أفراد المجتمع الإیمانی الذی یغلب علیه طابع العبادة والتقوی والبصیرة والعلم.