ملخص الجهاز:
إننی أشکر السادة المحترمین وأُرحب بهم فی هذا اللقاء، وأودّ أن أطرح مسألة تتعلق بالعلماء بمختلف طبقاتهم ومراتبهم، وهی أن العلماء فی بلدنا- ومنذ عدة قرون علی الأقل- کانوا سبباً لتحولات اجتماعیة ودینیة وسیاسیة مهمة أو کان لهم دورهم فی هذه التحولات بسبب وضعهم الخاص وعلاقتهم بالناس، والاعتقاد الذی کان لدی الناس تجاه العلماء- کما حصل فی قضیة المشروطة (الدستوریة)، أو تأمیم الصناعة النفطیة.
أمّا الشیء الذی لا یمکن القضاء علیه ولا یمکن سد طریق النصر علیه، فهو عامة الشعب، وإذا أرادت طبقات المجتمع کلها أن توجد فی مکان ما، فیجب أن یکون العلماء هناک، وإذا وجد علماء الدین فی مکان ما فمعنی هذا أن جمیع الطبقات والأکثریة الساحقة للشعب ستوجد هناک، وهذه طبیعة بلدنا.
تلاحظون أن العناصر التی ترید هدر کرامة الجمهوریة الإسلامیة عن طریق التهم والکذب للطعن بقدسیة وجهود العلماء، ینشرون الأخبار الکاذبة والحوادث المفتعلة ویضخمون الأشیاء الصغیرة من أجل تضییع کرامة العلماء، فیتضح أن الکرامة هذه لها أهمیة لدیهم، حیث یعرفون مدی تأثیرها إن وجدت أو بالعکس إن فقدت یقوم البعض باستنساخ ذلک وتغلیفه بلباس علمی ولباس البحث الاستدلالی، وکأنهم یقومون ببحث علمی، فیقولون أنه لیس هناک علم وتقوی فی الحوزة العلمیة!
وعندما ینشر هذا الکتاب ویقرؤه الناس شیئاً فشیئاً، تصبح إهانة الإسلام عادیة بالتدریج، وکانوا یریدون ذلک، وهنا دفع الإلهام الإلهی ذلک الرجل الربانی للقیام بتلک الحرکة العظیمة فأفشل مؤامراتهم، وقد برز الإمام هنا علی أساس هذا الفکر وهذا الفهم الدقیق والنورانی- وهو نور یلقیه الله فی قلوب عباده-، وکانت فتوی ارتداد هذا المرتد، التی أصدرها الإمام نوراً إلهیاً.