ملخص الجهاز:
وإذا کان الإمام المقدس قد ذکر أولاً أهمیة أن یقوم الناس بانتخاب النواب الملتزمین لیقوموا بخدمة الناس، أما ضالان فهو یذکر دور هذه المؤسسة فی قیادة الحیاة السیاسیة علی مستوی الداخل وکذلک الحال فیما یتعلق بمجلس صیانة الدستور الذی من خلاله یکون الحدیث عن استمرار النظام لأن الذی یجعل النظام مستمراً هو استمراریة القانون والدستور والمؤسسات التی ترعی ذلک النظام.
من جملة هذه المؤسسات المجلس النیابی ومجلس صیانة الدستور، وینبغی علینا هنا أن نراقب کیف هی حال الإمام عندما کان یتعرض لبعض الأشخاص الذین یطلبون منه تغییر شیءٍ فی دستور الجمهوریة الإسلامیة، لقد کان الإمام صلباً فی عدم تغییر أی شیءٍ فی الدستور وفی النظام باعتباره هو الولی الفقیه، کان یرفض دائماً أن یقوم بإجراء أی تعدیلٍ للدستور من أجل أن یصل فلان أو فلان إلی هذا المنصب أو إلی ذلک المنصب لأن الدستور قد بُنی وفق الشریعة الإسلامیة التی یمکن أن تغیر فیه فی یومٍ من الأیام ولکن أیضاً فإنها تغیر فی شیء من هذا الدستور بحیث لا یکون هذا التغییر مخالفاً للدستور بل إنه یقوم حتی هو نفسه علی أساس الدستور الإسلامی.
ثالثاً: إن ضمانة عدم تسلل المنحرفین إلی داخل المجالس هی نفس تلک المجالس، وذلک لأن المؤسسة القویة التی تقوم علی أساس الدستور الإسلامی، کفیلة بإبعاد مثل هؤلاء المنحرفین عن الوصول إلیها، إن أیة نظرة إلی المجالس الضعیفة فی البلدان الضعیفة، نری من خلال نظرتنا هذه أن هناک أشخاصاً یمکن أن یتسللوا إلی المجالس النیابیة وهم فی غایة الانحراف والسبب هو ضعف البنیة التی ینتمون إلیها، أما إذا کانت بنیة النظام وبنیة المجلس قویة فلن یکون فی داخلها إلاّ الأشخاص الأقویاء الذین یحققون طموحات الناس أو الذین یحاولون تحقیق طموحات الناس إن لم یستطیعوا تحقیقها بالفعل، إن المؤسسة الضعیفة سوف تفسح المجال أمام الأشخاص المنحرفین، بینما المؤسسة القویة هی التی تجعل من ذلک المکان حصناً لا یتسلل إلیه إلا من کان فعلاً قویاً ومتماسکاً ومرتبطاً بهذه المؤسسة.