ارجم عدوک بارک الله یدیک الأدب والفن

بارک الله یدیک عطرة أبو زید التالا فنجوم هذا الکون تجثو عند قبّة ساعدیک... أرجم.. فأرضی فی حمایة راحتیک سلمت یداک.. سلمت دماء العشق، تروی مقلتیک مسک العروبة یقطر من جبینک.. ما عادت الأحجار أحجاراً لدیک.. قد صارت الأحجار قاموساً إلهیاً تنمو جذوره فی رحابة خافقیک.. أرجم عدوّک.. أرجم عدوّک.. خذ یا فتی بالثار... خلّ‌ِ الحجار بحالة استنفار.. أرجم عدوّک بالدموع وبالدّما... بالآه، بالقتل.. بالثّلج أو بالنّار لا فرق عندک ما الوسیلة طالما.. قد شئت رغم إرادة الأقدار.. أرجم حماک الرب یا من عنده خجلت شجاعة معظم الثوار.. أقذف بقلب الأرض فی وجه العدا... لا شیء یحمی الأرض.. کلهفة الأحجار یا فوارس الفدا زینة قبیسی حطموا جدار الصمت اکسروا قید العِدا وأشعلوا قنادیل الدرب بزیت الدما دکّوا بنادق الحرب أذرعة الفِدا أحیکوا أشرعة الشهادة دیباج دما ننادیکم یا فوارس الفِدا لن تستریحوا فی أرض یسکنها اللیل تغزوها الشیاطین من عقول الملل یفیض العذاب من عیون الجراح لن تستریحوا... ما دام هناک رجال قابعون تحت الرکام یلبسون الفناء عباءةً ویسکنون الظلام تقیدهم أغلال الحقد وخطایا الإجرام حسبهم من رجال.. لا یفهمون من الحیاة سوی اللهوِ والهذیان لا یدرکون أن طعم الورد یسقی من العنفوان. وان أشواک الظلم لا یقتلعها إلاّ دماء الإیمان حسبهم من رجال... یغفون تحت هفوة الأقدام ننادیکم فی ظلمات اللیل الکئیب وأعیننا تفیض دمعاً وصرخات غوث وألم وعویل أیقظوا الحس من غفوة الضلال أنفضوا غبار الشقاء عن أشباه الرجال أنشلوا السکون من نعش الرکام وامسحوا التاریخ بفوهات بنادق الإسلام لیخطَّ الماضی نصر الأقویاء یا فوارس الفِدا حطموا جدار الصمت واکسروا قید العِدا... یا فوارس الفِدا