الثقافة الأولی، وجهها الحداثة بما تعنیه من مفردات العلم والتطور والتکنولوجیا، واللحاق برکب «العالم الجدید»، وهو یرید للبنان والمنطقة أن یکون مرآة تعکس الحراک المدنی الوافد من خلق البحار، ولا یتورع أصحابه عن استخدام المال والدعایة والإعلام، السیاحة وبما تعنیه من خدمات منفلتةٍ من عقال عادات أبناء المنطقة وأعرافهم وتقالیدهم ودینهم وقیمهم، بل، إن ذلک من أدوات هذا التجدید المزعوم الذی تبدّت تعابیره فی لبنان، والذی جعل لبنان مرکزه ومنطلقه، لیصدر عبره کل ما أراد إلی الجوار، بل أبعد، لیصبح لبنان فی عرف أهل الشرق وجهاً حداثیاً یقدم الخدمات السیاحیة بکافة ألوانها وأشکالها لمن یرید، وکما یرید.
ثقافة یشکل الارتباط بمبدأ الوجود لبَّها وجوهرها، وفی آن معاً إطارها وسورها، وتستمد هذه الثقافة قوتها من القوی الحقیقی الوحید فی هذا الوجود: «إن اللَّه لقوی عزیز» وتجعل کل أدواتها ومفرداتها مستلّةً من هذا المبدأ، فهی تسعی إلی تجسید مبادئ الارتباط عبر حرکتها فی میدان الحیاة بشکل یعبّر عن الانغماس الکلی فی إرادة المبدأ...