ملخص الجهاز:
"2 ـ ماذا یکتسب المحیی بالإحیاء فیها؟ 3 ـ لو أحیی الأرض ثم أهملها وأحیاها شخص آخر؛ فما هو حاصل ذاک الشخص الثانی؟ مالکیة الأرض المیتة بین ملک الإمام (الدولة) وغیره لا إشکال عند فقهائنا أن الأرض المیتة بالأصالة ملک للإمام، وقد جاء نقل الإجماع بنحو الاستفاضة فی ذلک()، والدلیل علی هذا القول ـ بعد کونه مسلما ـ عدة مجموعات من الروایات: المجموعة الأولی: ما دل علی أن الأراضی الموات للإمام، وورد بعنوان الموات نفسه، وهذه المجموعة لا یوجد فیها سوی حدیث واحد، حیث جاء فیه: <والموات کلها هی له>()، وأما سائر الروایات فهی إما عبر فیها بغیر الموات، أو جاء التعبیر بالموات مع إضافة بعض القیود، وهی روایات غیر تامة السند؛ فبین مرسلة ومرفوعة، ولولا الإشکال السندی لتمت هذه الطائفة؛ لأن دلالة هذه الروایة تامة.
الوجه الثالث: إنه بعد فرض التساقط نرجع إلی مرجع فوقانی، وهو الطائفة الرابعة التی دلت علی أن الأرض کلها للإمام؛ فإن هذا العموم ورد علیه مخصص، وهو دلیل مالکیة المسلمین للأرض المفتوحة عنوة، وهذا المخصص ابتلی بالمعارض فی الأرض المیتة من الأراضی المفتوحة عنوة وتساقطا حسب الفرض؛ فنرجع إلی العموم الفوقانی، وهو روایة مسمع بن عبدالملک بن سیار المعتبرة سندا، التی مضی ذکرها، وروایة أبی خالد الکابلی عن أبی جعفر (، قال: <وجدنا فی کتاب علی ( أن الأرض لله یورثها من یشاء من عباده والعاقبة للمتقین، أنا وأهل بیتی الذین أورثنا الأرض، ونحن المتقون والأرض کلها لنا؛ فمن أحیی أرضا من المسلمین فلیعمرها ولیؤد خراجها إلی الإمام من أهل بیتی، وله ما أکل منها>()."