ملخص الجهاز:
عزیزی القارئ بسم الله الرحمن الرحیم عندما یستشری الفساد فی المجتمعات الغربیة وتصبح الرذیلة فیها فضیلة، أو علی الأقل لم تعد معدودةً أنها قبیحة، فتلک طامَّة وما علینا حینئذٍ إن لم نقدر علی الدخول إلی هکذا مجتمعات لنأمر بالمعروف وننهی عن المنکر إلاَّ أن نحصّن مجتمعنا مما یُصدِّره الغرب والمجتمعات التی تنتج الفسق والفساد، وأن لا نستورد هذه البضاعة السیئة.
ولکن عندما یصیب هذا البلاء مجتمعنا الإسلامی وبیئتنا وإن کان بأشکال أخری مقولبة بقوالب خاصَّة تتناسب مع المظاهر التی یدعو إلیها لإسلام ولکن بمضامین مختلفة باسم الالتزام والمظاهر الإسلامیة، فتری فی المجتمع المظاهر الدخیلة والأفکار المستوردة التی لا یختلف عاقلان علی الحکم بفسادها وبطلانها والإساءة للإسلام فیها، فهنا الطامَّة الکبری، فالواجب حینئذٍ لا یتوقف علی صیانة المجتمع فقط، بل یتعداه إلی أوجب من ذلک، إلی الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر فی کل مکان وزمان وکلّ فردٍ من موقعه، والمسؤولیة مسؤولیة الجمیع، وأن یتحول الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر إلی الهم الأکبر فی فکر الإنسان المسلم لکثرة ما نراه من ظواهر غریبة لا تمتُّ إلی الإسلام بصلة، بدءاً من اللباس وانتهاءً بالأفکار والعقائد والتصرفات الباطلة، ولیتحول کلٌ منّا داعیةً لترسیخ الخطوط الإسلامیة الصحیحة فی أفکار أبنائنا وإخواننا.
عزیزی القارئ الله سبحانه وتعالی حدَّد لنا بقوله: «کنتم خیر أمةٍ أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنکر وتؤمنون بالله» أن الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر هویة الأمة الصالحة، وأسمی الفرائض وأشرفها، وبهما تقام الفرائض وسائر الواجبات، وقوام الشریعة کما قال أمیر المؤمنین(ع): «قوام الشریعة الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر»، فالمجتمع مسؤولیتنا جمیعاً، إن لم نبدأ بإصلاحه هلک وتحول إلی نارٍ وقودها الناس والحجارة «یا أیها الذین امنوا قوا أنفسکم وأهلیکم ناراً وقودها الناس والحجارة».