مصباح الولایة: مراتب العبادة مقالة

مصباح الولایة: مراتب العبادة یجدر بنا فی هذا الصدد أن نشیر إلی ملاحظة وهی أنّ بعض الکتّاب یزعم أن الدین أساساً لا ینسجم مع الأخلاق بمعنی الشرق الخلقی، وذلک لأنّ الدین یعنی أن یعبد الإنسان ربّه، والعبادة لله لا تکون إلاّ للخوف من جهنّم أو للطمع فی الجنّة، فالأمر فی النهایة إذاً یرجع لمطامع الإنسان المادیة، بینما الفعل الخلقی فعل شریف، بمعنی أنّ الإنسان یقدم علیه من أجل شرفه وقدسیّته فحسب. وأمّا عبادة الشکر أو عبادة الحبّ کما فی بعض النصوص فهی تعنی انعکاس فطرته فی شعوره الواعی، فهو یعبد الله سبحانه کما تقتضی ذلک فطرة معرفة الله عنده، فحتّی لو فرضنا أنّ الله لم یخلق الجنّة ولا النار فإنّه مع ذلک یعبده. یقول الإمام علیّ (علیه السلام): "إلهی ما عبدتک خوفاً من عقابک ولا طمعاً فی ثوابک بل وجدتک أهلاً للعبادة فعبدتک" .