ملخص الجهاز:
* لسان الفطرة ولو أعطی الساعون إلی القدرة والسلطة التصرف فی جمیع العالم المادی من الأرضین والمنظومات الشمسیة والمجرات، بل وکل ما هو فوقها، ثم قیل لهم: إن هناک قدرةً فوق هذه القدرة التی تملکونها، أو إن هناک عالماً أو عوالم أخری فوق هذا العالم، فهل تریدون الوصول إلیها؟ فإنهم من المحال أن لا یتمنوا ذلک، بل إنهم من المحتّم أن یقولوا بلسان الفطرة: لیتنا بلغنا ذلک أیضاً!
وعلیه فإن ما یُطَمئن النفس المنفلتة، ویهدّئ من لهیبها، ویحدُّ من إلحاحها واستزادتها فی الطلب، إنما هو الوصول إلیه تعالی، والذکر الحقیقی له جلّ وعلا؛ لأن الاستغراق فی ذلک فقط، هو الذی یبعث الطمأنینة والهدوء، وکأنّ قوله تعالی أَلاَ بِذِکْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد: 28) هو نوع من الإعلان أن: انتبه!
*عذاب الروح إذاً، فما دام الله سیبعث فی قلبک الطمأنینة بذکره، فاستمع یا ولدی العزیز لنصیحة أبٍ عانی من الحیرة والقلق، ولا تتعب نفسک بالانتقال من باب إلی باب، للوصول إلی هذا المنصب أو تلک الشهرة أو ما تشتهیه النفس.