ملخص الجهاز:
"ولکن هنا سؤال یطرح نفسه: هل یستطیع الأفراد الارتباط مع الله بشکل مستقیم، وتلقی توجیهاته مباشرة، أو أن هناک سبلا لخلق مثل هذا التواصل معه، أو أن هناک أفرادا بحاجة إلی وسائط لتحقیقه، فی حین یتواصل آخرون معه بدون الحاجة لمثل هذه الوسائط، وهؤلاء هم وسائل الفیض الإلهی للآخرین؟ هذه الأسئلة تعتبر مباحث لم تطرح فی الآیة، وتحتاج للمتابعة والبحث فی الآیات التالیة، ولکن یتبین إجمالا من الآیة أن الرسول‘ والآیات الإلهیة جسور ارتباط بین الناس وربهم.
والخلاصة أنه عندما یکون لمحور الوحدة انطباعات ومقاربات متعددة، بل وأحیانا متضادة، فما الذی یجب عمله؟ کما یقول الشاعر: کنت فی کربتی أفر إلیهم فهم کربتی فأین الفرار؟ والجواب عن هذه الإشکالیة أن یقال: یظهر أن السبیل الوحید لمنع مثل هذه الاختلافات التی تنشأ من النص نفسه یتمثل فی تقدیم مجموعة من الأطر التی یعتقد بها الجمیع یقینا، ومفاضلة مختلف المقاربات معها، وإبعاد تلک التی لم تراع الضوابط الیقینیة والمسلمة لدی الجمیع، وتبنی باقی المقاربات المقبولة، وإلا فالحق مع المستشکل.
الوحدة مع سائر الأدیان ـــــــ فی أی إطار یمکن طرح موضوع الوحدة مع سائر الأدیان الإلهیة؟ تراعی مثل هذه الأطر معهم أیضا، مع فارق أن لغة الحوار مع المسلمین تتمثل فی النقل أو النص، وهی عبارة عن القرآن وسنة رسول الله‘، أما فی الحوار مع أتباع الأدیان الإلهیة الأخری فإن النقل أو النص عبارة عن تلک الکلمات التی تشترک بها کافة الکتب السماویة، وبالتالی فإن کافة المقاربات التی لا تخالف العقل والنص، وتحظی بالقبول من جمیع المتخصصین فی الأدیان، تنال القبول."