ملخص الجهاز:
إضافة إلی ذلک، ماذا یجب علینا أن نقول للناس الیوم، وما هو الموضوع الذی یتمتع بالأولویة؟ هناک بعض القضایا عامة- افترضوا مثلاً- بعض المسائل الدینیة التی یجب أن یُتحدث عنها علی صعید عامة الشعب کالأخلاقیات والمعارف الدینیة، فالجمیع یحتاجون إلیها، وکبعض المعلومات السیاسیة التی یحتاج إلیها الجمیع مثل القضایا المتعلقة بالنظام والقضایا الموسمیة علماً أن موسم الانتخابات قریب، وفی هذا المجال علی المبلغ- أینما ذهب- أن یوضح للشعب أهمیة الانتخابات، وهذا واجب یتعلق بجمیع أنحاء البلاد، ولا یقتصر علی فئة معیّنة أو مکان معیّن، إلا أن هناک بعض الموضوعات یختص ببعض الفئات، مثل الأوساط المثقفة والوسط الطالبی والجامعی، فهناک أشیاء معینة تحتاج إلیها هذه الأوساط، ومن الممکن أن لا تکون هناک حاجة إلی هذه الأشیاء فی أماکن أخری، وکل ذلک من الواجب أن یُبیّن.
وعلی هذا، فإذا ما استثنینا الموضوعات التی نوضحها ونبیّنها عادة لهذه الأوساط، فإننی أؤکد أن وسطنا التبلیغی یجب أن ینظر إلی عملیة التبلیغ علی أنها عمل رئیسی، ومن المستلزمات الأکیدة للعلم، علم الدین، فالواجب الأول لوسطنا العلمی والدینی، أی علماء الدین، هو التبلیغ، فالتبلیغ لیس واجباً من الدرجة الثانیة، ولا یقتصر علی فئة خاصة من علماء الدین، بل أنه یمتلک شروطاً ومستلزمات وحاجات، وهو بحاجة إلی مساعٍ، فیجب علی المبلغین والدعاة أن یشمّروا عن ساعد الجد، وعلی الأشخاص المتخصصین فی هذا العمل أن یقوموا بهذه الحرکة وأن یدعموها ویؤیدوها، والله بدوره سوف یُعینهم ویجعلهم- بإذنه تعالی- موضعاً للاهتمام والعنایة الخاصة لبقیة الله الأعظم (أرواحنا فداه).