Abstract:
یتناول البحث دراسة أسلوب الاستفهام فی الشعر الفلسطینی المقاوم بأسلوب علمی یهدف إلی معرفة الأنماط المختلفة لکلّ أداة من أدوات الاستفهام وبیان السّمات النحویة والبلاغیة والفنیة الّتی یتمیّز بها الشعر الفلسطینی. وتظهر الدراسة عدد ونسب کلّ أداة ومدی ارتباطهما بالسیاقات اللغویة والبلاغیة، فی دیوان ابراهیم المقادمة کنموذج من شعراء المقاومة وذلک من خلال الاستقراء الکامل لدیوان الشاعر. وانتهجت المنهج التحلیلیّ والنقدیّ لهذا الأسلوب لنتبیّن السمات اللغویّة المختلفة ونسبها المختلفة عند الشاعر، وسأقوم بذکر القیاس النحویّ وأستشهد علیها ممّا جاء فی الدیوان، سواء فی معانیها الأصلیّة أو فی معان ثانویّة یفیدنا زیادة عن معناها الأصلی کـ الاستنکار والاستعطاف والالتماس والتمنی وما إلی ذلک. ظهر من خلال هذه الدراسة أنّ هناک المشاعر والدّلالات الّتی یوحی بها الاستفهام تعرف من المواقف الّتی تساق فیه وحال المخاطب والجوّ الشعوریّ المسیطر على المواقف. کما یتّضح من خلال هذا البحث أنّ الشاعر استخدم هذا الأسلوب احیاناً لاستنهاض الشعب علی العدو الصهیونی أو التهکّم بهم والطعن بأعمالهم.
Machine summary:
"یــبرز هــذا الاســتخدام فی شـعر المقاومـة الفلسـطینیة وخاصـة فی دیـوان إبـراهیم المقادمـة ، تتنـوع أسـالیب الشـاعر اللغویـة خاصة الأسلوب الإنشائی ومنها الاستفهام ؛ حیث إن «ظهور هذه الأسالیب فی النص من شــــأنه أن یحــــدث تلوینــــا فی أســــلوب الــــنص ، فیبعــــث فیــــه الجــــدة والحیویــــة ، کمــــا تعــــد هــــذه الأسالیب ذات تأثیر بالغ علی المتلقی ترفعه نحو المشـارکة فی (فعـل القـول ) الـذی یصـدر عـن الشـاعر، فیقـف متلقیـا لأوامـره وتسـاؤلاته ، قـد لایتحـاور المتلقـی مباشـرة مـع الشـاعر (صـانع القصیدة ) ولکنه ـ لاشک ـ سیشارکه انفعالاته وأزماته العاطفیة والـتی تـبرز ـ بوضـوح ـ فی حالـة الأسـلوب الإنشــائی ، وهنــا یؤکـد هـذا الأســلوب الطــابع التخــاطبی (الخــاص ) لللغـة الشــعریة ، بمعنـی حضـور مخاطـب حقیقـی أو محتمـل فی ذهـن الشـاعر عنـد تشـکیله لرسـالته أو خطابـه » (الطوانسی ، ١٩٩٨: ٢٥٩).
إن التردیــد (التکــرار) یعــد مــن أهــم مکونــات البنیــة الإیقاعیــة للکلمــة والجملــة علــی حــد سواء، وذلک من خلال تردید بعض الحروف أو الکلمات التی تـرتبط بأبعـاد نفسیة فی وجـدان الشـاعر کـون هـذا التردیـد یلـح علـی جهـة مهمـة فی العبـارة یعـنی بهـا الشـاعر أکثـر مـن عنایتـه بسـواها فهـو یسـلط الضـوء علـی نقطـة حساسـة فی العبـارة ، ویکشـف عـن اهتمـام المـتکلم بهـا، حیـــث یضـــع فی أیـــدینا مفتاحـــا للفکـــرة المتســلطة علـــی الشـــاعر، وهـــو بـــذلک أحـــد الأضـــواء اللاشعوریة التی یسلطها الشعر علی أعماق الشاعر فیضیئها بحیث نطلـع علیهـا، أو «لنقـل أنـه جــزء مــن الهندســة العاطفیــة للعبــارة یحــاول الشــاعر فیــه أن یــنظم کلماتــه بحیــث یقـــیم أساســا عاطفیا من نوع ما» (الملائکة ، ١٩٨٣: ٢٧٦)، ومـن أمثلـة التردیـد اللغـوی فی شـعره مـا ورد فی قصــیدته «أحمــد»."