Abstract:
الحمد لله الَّذِی رفع لأهل العلم مناراً, وأفاض علی طالبیه من جامع أسرارهم أنوارا، أحمده حمدًا یُوافِی ما تزایَد من النعم، وأشکره علی ما أولَی من الفضل والکرم، وألتجئ إلیه لتیسیر کل عسیر, والصلاة والسلام علی نبیه وحبیبه ورسوله، صلاةً وسلاماً یلیقان بمقامه، وعلی اله وصحبه والتابعین ومن تبعهم بإحسان إلی یوم الدین. أما بعد: فممَّا جرت به العادة فی توثیق أقوال العلماء وآرائهم نقلها من کتبهم أو الأخذ عن علماء مذاهبهم، وهذا النقل إمَّا أن یکون: بالنصِّ، کأن تنقل أقوالهم من مؤلفاتهم أو مؤلفات طلابهم الثقات الذین یُمیزون بین ما قاله الشیخ واستقرَّ قوله علیه، وبین ما قاله أولاً ثم رجع عنه، وهذا لا یکون إلا ممن لازم الشیخ إلی وفاته، أو بالمعنی، وذلک مقبول بشرط الفهم الصحیح لمنقول الشیخ، إلا أنَّنی ومن خلال فهمی القاصر ومطالعتی المتواضعة فی کتب المتقدمین وجدت اختلافاً کبیراً بین ما ینقل عن الأئمة رحمهم الله، وبین ما ألفوه، وذکروه فی کتبهم، وقد جردت بعضها لأنبِّه الباحثین وأعرف طلبة العلم المبتدئین بضرورة التأکد من نسبة الأقوال الی الأصولیین، وقد قسمت البحث بعد هذه المقدمة إلی مبحثین وخاتمة: المبحث الأول: الخطأ فی النقل وفیه اربعة مطالب: المطلب الأول: عدم الدقة فی النقل. المطلب الثانی: النقل من غیر کتب المذهب. المطلب الثالث: عدم معرفة ما قاله أخیراً. المطلب الرابع: تعمیم قول امام علی المذهب. المبحث الثانی: الخطأ فی الاشتباه وجعلته فی ثلاثة مطالب: المطلب الأول: الاشتباه فی أصل المسألة. المطلب الثانی: الاشتباه فی اسم العالم. المطلب الثالث: الاشتباه فی التفسیر. وقد مثلت لهذه الاسباب منبهاً الباحثین لیکونوا علی قدر عالٍ من الدقة فی نقل أقوال العلماء وتوثیقها، فلا ینسبوا قولاً لأحد من العلماء حتی یتیقنوا من ذلک بالرجوع إلی کتبه أو مؤلفات طلابه أو أهل مذهبه. وختمت بأبرز النتائج التی توصلت البها