Abstract:
تحدّث الکاتب عن آیة التبلیغ، وعن سرّ المخاطبة بالرسالة، واهمیّة المرسل، مستدلّا علی نزولها یوم غدیر خمّ وفی علیّ بن ابی طالب، ومن ثمّ عرض تواتر حدیث الغدیر عند العامّة والخاصّة، ثمّ تعرّض لتاویلات وتفسیرات آیة التبلیغ، لیناقشها ویثبت الصیح منها. والحق فی آخر البحث بعض الاشکالات المتعلّقة بیوم الغدیر مع مناقشتها.
Machine summary:
ذكر العلّامة الطباطبائيّ( في تفسيره للآية المباركة، أنّ معنى الآية في نفسها ظاهرٌ فإنّها تتضمّن أمر الرسول( بالتبليغ في مورد التهديد، ووعده بالعصمة من النّاس، والآية تكشف عن أمرٍ قد أُنزل على النبي( (إمّا مجموع الدّين أو بعض أجزائه) وكان النبي( يخاف النّاس من تبليغه ويؤخّره إلى حين يناسبه ولولا مخافته وإمساكه لم يحتج إلى تهديده بقوله: {وإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} كما وقع في آيات أوّل البعثة الخالية عن التهديد كقوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} إلى آخر سورة العلق، {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ}( 2 )، وقوله: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ}( 3 ) إلى غير ذلك.
نزول آية التبليغ يوم غدير خمّ في عليّ بن أبي طالب( ورد في تفسير العياشي عن أبي صالح عن ابن عبّاس وجابر بن عبد الله قالا: "أمر الله تعالى نبيّه محمداً( أن ينصب عليّاً علماً في النّاس ليخبرهم بولايته فتخوّف رسول الله( أن يقولوا حابى (جاءنا) ابن عمّه وأن يطعنوا (يطغوا) في ذلك عليه، قال: فأوحى الله إليه هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاس} فقال رسول الله( بولايته يوم غدير خم.
فقال(: >الله أكبر الله أكبر على إكمال الدّين وإتمام النّعمة ورضى الربّ برسالتي والولاية لعلي من بعدي فتقدّم النّاس إلى عليّ( ليهنّئوه على هذا المقام الذي نال من قِبل الباري تعالى وممّن تقدّم لتهنئته أبو بكر وعمر، وقد دوّن أصحاب الحديث والتاريخ والسير هذه الكلمة من عمر "بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة".