الفنون الشعبیة فی العصور الإسلامیة Journal Article

"و لیس ذلک القول من باب الطعن علی‌ الفنون المصریة القدیمة،بقدر ما هو إقرار بما نفله التاریخ،لأن روعة الفن المصری‌ القدیم،لیست مجال البخث،و لا محور جدال،فقد سلمت بعظمتها الأجیال المتعاقبة و لکن جهد الفنان مهضوم فی ثنایا المدرسة أو الأسلوب الغالب علی فن الدولة،إلا من‌ نوادر وجدت فی حفریات بعض المراکز التی اشتهرت بالانتاج الفنی«مراسم الفنانین» حیث عثر علی قطع من الفخار علیها خطوط حرة عن الأثر المدرسی،و لم تحمل ما ینسبها إلی صاحبها من سمات أو علامات. بینم یظهر الفرق واضحا،حینما ننتقل إلی‌ الآثار الباقیة من عصر المسیحیة،فظإن عامة الناس قد تأثروا بالعقیدة فی هذه المرحلة، حتی لم یقتصر الانفعال الفنی بالعقیدة علی‌ طبقة الحاکم و من حوله،بل تخطی الطبقة الراقیة إلی عامة الشعب الذی أخذ یختص نفسه‌ «بالأیونات»و صور العذراء و العائلة المقدسة و القدیبسین،بل لقد وجدت صورة العذراء و السید المسیح علی درجات متفاوتة من الإتقان و الضعف،و تغیر الملامح، باختلاف الید التی رسمت و البیئة التی عاشت‌ فیها هذه الأعمال الفنیة."