Machine summary:
"و لقد أدرک الاقتصادیون منذ عهد بعید أهمیة تنمیة العنصر البشری،و هذا ما نجده صریحا فی کتاباتهم،إذ تضمنت کتابات آدم سمیث عن رأس المال الثابت،الإشارة بالتحدید إلی أهمیة القدرات المکتسبة التی یحصلها جمیع أفراد المجتمع،و إلی أهمیة التعلیم باعتباره عاملا هاما للاستقرار السیاسی و الاجتماعی الذی لا بد من توافره لتحقیق أیة تنمیة اقتصادیة،حین (1)محمد علی الشناوی،تخطیط التنمیة الاجتماعیة،مذکرة رقم 20(القاهرة:معهد التخطیط القومی، 1968)،ص 8.
و من هنا کان العنصر البشری محل اهتمام جمیع الدول المتقدمة و المتخلفة،و حتی فی الدول التی أعید بناؤها من جدید،بعد أن أتت الحروب علی مصادر الحیاة فیها،باعتباره أحد العناصر الرئیسیة فی النشاط الاقتصادی،و من أهم أدوات التنمیة الاقتصادیة،و فی الوقت نفسه یعد هدفا نهائیا للنشاط الاقتصادی؛و لقد أصبحت تنمیته الهدف الأول للاقتصادیین فی أی بلد، (2) Adam Smith,An Inquiry into the Nature ans Couses of the Wealth of Nations,with an intro- duction,notes,marginal summary and enlarged index by Edwin Canon(London:Methuen,1930), p.
فالعملیة التعلیمیة ما هی إلا صناعة لانتاج أعداد کبیرة من القوی البشریة العاملة فی مختلف قطاعات العمل،أی أنها عبارة عن مجموعة المهام التی تؤدیها مجموعة مدخلات التعلیم لتحصیل فی النهایة علی الناتج و الهدف النهائی لنظام التعلیم،إذ تهتم بإنتاج مستویات مختلفة من الخریجین،تسمی اقتصادیا،مخرجات العملیة التعلیمیة،فی حین تسمی عناصر الانتاج التی تدخل ضمن العملیة التعلیمیة مدخلات هذه العملیة.
و علی هذا المستوی، نجد أن العملیة التعلیمیة تخضع لشروط النشاط الاقتصادی نفسها،فهی تحتاج إلی عناصر الانتاج الأربعة کمدخلات أولیة،کما یتحقق فی ظلها(العملیة التعلیمیة)المزج لهذه العناصر بمعاییر تتناسب و حاجة أهداف النظام التعلیمی من مستویات الخریجین المختلفة،و هذه المستویات تعتبر ناتج العملیة التعلیمیة."