Machine summary:
"وفریق آخر من العلماء یرون أن الذی یحلف الأیمان هم الوارثون فقط وممن قال بهذا الرأی الإمام الشافعی ، جاء فی الجزء الخامس من الأم صحیفة 92: [ وإذا قتل الرجل فوجبت فیه القسامة لم یکن لأحد أن یقسم علیه إلا أن یکون وارثا ، کان قتله عمدا أو خطأ ، وذلک أنه لا تملک النفس بالقسامة إلا دیة المقتول ولا یملک دیة المقتول إلا وارث فلا یجوز أن یقسم علی ما لا یستحقه إلا من له المال بنفسه أو من جعل الله تعالی له المال من الورثة ] وفی الشرح الکبیر لابن قدامة الجزء العاشر صحیفة 32 [ أن الأیمان تختص بالورثة دون غیرهم لأنها یمین فی دعوی حق فلا تشرع فی حق غیر المتداعین کسائر الأیمان] فعلی هذه الروایة یقسم بین الورثة من الرجال من ذوی الفروض والعصبات علی قدر إرثهم إن کانوا جماعة وإن کان واحدا حلفها .
__________(1) سورة الأحزاب الآیة 36 (10/161) هل یشترط وجود ذکر بالغ حین الدعوی :من أخذ بالروایة الثانیة فی مذهب الإمام أحمد أنه لا یقسم إلا الوارث وأن الأیمان تعرض علی ورثة المقتول دون غیرهم علی حسب مواریثهم ، من أخذ بهذه الروایة ولم یجد للقتیل إلا ابنا قاصرا فهل یؤول الأمر إلی القسامة؟ قبل الإجابة علی هذا السؤال یجب الرجوع إلی نص أقوال أهل العلم فی ذلک لنکون علی بینة من الأمر: جاء فی الجزء السادس من کتاب کشاف القناع صفحة 59 ما نصه: [ الشرط الرابع من شروط القسامة : أن یکون فی المدعین ذکور مکلفون ولو واحدا ] وقال فی الجزء الثالث من المنتهی صفحة 333: [ الشرط التاسع کون فیهم أی الورثة ذکور مکلفون لحدیث « یقسم خمسون رجلا منکم وتستحقون دم صاحبکم » (1) ولأن القسامة یثبت فیها قتل فلم یسمع من النساء کالشهادة والدیة إنما تثبت ضمنا لا قصدا ، ولا یقدح غیبة بعضهم أی__________(1) صحیح البخاری الأحکام (6769),صحیح مسلم القسامة والمحاربین والقصاص والدیات (1669),سنن الترمذی الدیات (1422),سنن النسائی القسامة (4713),سنن أبو داود الدیات (4520),مسند أحمد بن حنبل (4/3),سنن الدارمی الدیات (2353)."