الافتتاحیة: مصر و دورها فی القرن القادم Editorial

"فضلا عن المکانة الإسلامیة المتمیزة التی‌ حرص علیها،فإن هزیمة یونیو 1967 القاسیة أضعفت هذه الأدوار کلها،فضلا عن أنها کادت أن تصیب الدور العربی‌ لمصر فی مقتل!و إذا کان أنور السادات قد استطاع أن یسترجع المکانة العربیة لمصر عبر حرب أکتوبر المجیدة،و أن‌ یسترجع مصداقیة أدوارها الأخری کلها،فإن توجهه الجری‌ء نحو السلام مع إسرائیل أعطی الفرصة لأخرین،لیحاولوا النیل من مکانة مصر و دورها العربی الی حین. و التحدی الذی سوف یواجه هذا الدور المتصور لمصر هو:ألا یکون التعاون الشرق أوسطی علی حساب دعم و تطویر العمل العربی المشترک،أو علی‌ حساب حلم الوحدة العربیة،الذی سوف یظل هو أیضا-و ربما قبل أی هدف أخر-منوطا بتطور مصر و إرادتها السیاسیة. هذا الدور هو امتداد طبیعی لدور مصر الریادی فی قیادة حرکة العالم الثالث بإسم الحیاد الإیجابی‌ و عدم الانحیاز،و لکن یعاد تکیفه مع تحول النظام الدولی من المواجهة بین شرق و غرب(علی أساس أیدیولوجی)الی‌ مواجهة بین شمال و جنوب(علی أساس اقتصادی)."