الزراعة و التجارة فی العراق فی النصف الثانی من القرن التاسع عشر Journal Article

"و یظهر ان الحکومة العثمانیة لم‌ تقدر تقدیرا کافیا حقوق القبائل المکتسبة فی دیارها قبل قدوم العثمانیین لهذه البلاد، «حیث ان القبائل العربیة جاءت الی هذه البلاد بموجات متعاقبة یرجعتاریخها الیحقبة تسبق قدوم الاتراک بمدة طویلة من الزمن،فاستوطنوا فی الارض و من لم یستوطن‌ فیها منهم حدد له فیها مناطق نفوذ بدأت کل قبیلة تعدها ملکا لها،اعتدادا لا یتفق فی‌ (1)کانت مجموعة قبائل المنتفک فی ولایة البصرد تسکن منطقة تسمی دیرة المنتفک،و بالرغم من فقدان الارقام المضبوطة التی تبین مساحة دیرة المنتفک نستطیع‌ ان نقدرها بما لا یقل عن عشرة الاف میل مربع و ذلک بالاستناد الی معرفتنا التقریبیة لحدودها الشمالیة و الجنوبید حیث کانت تمتد من الفاو عند مصب شط العرب الی‌ اعالی السماوة. و قد اشار تقریر اصدرته الحکومة البریطانیة سنة 6191 الی المنازعات الجدیدة بین شیوخ المنتفک و افراد قبائلهم بقوله«و بعد ان وزعت ارض العشائر بین الدولة و السعدون و سجلت فی‌ السجلات الرسمیة علی هذا الوجه وجد افراد القبائل انفسهم بانهم انحدروا الی مجرد مستأجرین و لکن افراد القبائل لم یعترفوا بهذا التغییر و اظهروا تذمرهم منه ذلک التذمر الذی تحول الی ثورة دائمیة. و قبل ان اختم اود ان اشیر هنا الی ان البحث عن الزراعة و التجارة فی العراق‌ حلال النصف الثانی من القرن التاسع عشر لیس من الامور السهلة لندرة المصادر، و لعدم توفر الاحصائیات فی العراق،لان بعضها موجود فی استانبول ضمن سجلات‌ الدولة العثمانیة التی کان العراق حینذاک ولایة تابعة لها،کما ان بعضها موجود فی‌ الهند او فی العواصم الاوربیة لان معظم القنصلیات الاوربیة کانت تحتفظ بسجلات‌ و احصاءآت للتجارة و غیرها من مناحی الحیاة الاقتصادیة فی هذه البلاد."