القیام الذی سما بإبراهیم لیکون خلیل الرحمن، ویطهره من أدران الطبیعة، والقیام للّه هو الذی مکّن موسی من أن یقهر الفرعون بعصاه، وجعل عرشه وتاجه فی مهب الریح؛ وهو الذی أوصله إلی المیقات للقاء المحبوب فخرّ صعقاً.
والقیام من أجل اللّه هو الذی مکّن خاتم الأنبیاء (ص) من قهر کل العادات والتقالید الجاهلیة، فطهر بیت اللّه من الأوثان بعد أن قذف بها بعیداً، وأحلّ مکانها توحید اللّه وتقواه، وهو الذی مکّنه أیضاً من الوصول إلی الذات المقدّسة، فکان منها قاب قوسین أو أدنی.
القیام من أجل المصالح الشخصیة هو الذی خنق روح الوحدة والأخوّة فی الأمة الإسلامیة.
والقیام من أجل الذات هو الذی جعلنا ممزّقین، و لقمة فی أفواه حفنة من عبّاد الشهوات.
والقیام من أجل الفرد هو الذی مکّن الجهلة من التسلّط علی رقاب الملایین.
القیام من أجل المنافع الشخصیة هو الذی جعل من الصحف وسیلة لنشر الفساد الأخلاقی.
ویا أیّها الملتزمون الإلهیون، ویا عباد اللّه بالحق!