*وساوس شیطان النفس وما أکثر ما یخدعنا شیطان النفس - نحن الشیوخ وأنتم الشبّان - بوسائل مختلفة؛ فهو دائم الملاحقة لنا، یواجهنا - نحن الشیوخ - بالیأس من الحاضر، فینادی: لقد فاتکم العمر، وتصرّم وقت الإصلاح ومضت أیّام الشباب التی کان ممکناً فیها الاستعداد والإصلاح، ولا قدر لکم فی أیام ضعف الشیخوخة هذه علی الإصلاح، فقد استحکمت جذور شجرة الأهواء والمعاصی فی جمیع أرکان وجودکم وتشعّبت فروعها، فأبعدتکم عن اللیاقة بمحضره جلّ وعلا، وضاع کلّ شیء!
وقد یتصرف الشیطان معنا أحیاناً بنفس الطریقة التی یتصرف بها معکم أیها الشبان، فهو یقول لکم: أنتم شبان، ووقت الشباب هذا هو وقت التمتع والحصول علی اللذات، فاسعَوا الآن إلی ما یساهم فی إشباع شهواتکم، ثم توبوا إن شاء الله فی أواخر أعمارکم، فإن باب رحمة الله مفتوح والله أرحم الراحمین.
وأمثال ذلک من الآیات التی تثبت موضوع الشفاعة، ولکنها فی الوقت نفسه لا تبعث الاطمئنان لدی الإنسان ولا تسمح له بالاغترار بها؛ لأنها لم توضح من هم أولئک الذین ستکون الشفاعة من نصیبهم، أو ما هی شروطها، ومتی تکون شاملة لهم.