خلاصه ماشینی:
"فقد حمل تاریخ و تجربة أکثر من نصف قرن من العمل الاسلامی،و رافق نشوء الحرکة الاسلامیة الحدیثة،و شارک فی رسم قسماتها الثقافیة،و تمیز علی مدی هذه الاعوام بخاصیة التوازن الاجتماعی،فلا هو من الذین انسحبوا من المجتمع و رفضوا التعامل معه،و لا من الذین ذابوا و اصبحوا من فقهاء السلطات الظالمة و سدنة الاستبداد السیاسی،بل کان دائما العقل المفکر،و القلم المسطر،و اللسان الناطق،و الفارس الشجاع،فجاءت اقواله و کتاباته تحمل الملامح الرئیسیة للدعوة الاسلامیة الحدیثة و تطورها، و تصویب مسارها و تشغل جانبا هاما من مکتبتها،و تشکل سجلا لتاریخها الفکری الی حد بعید،و لم تکن تعوزه المعاناة الدائمة و الغیرة الصادقة،و أناة العالم و تبصره و اطلاعه،و هو یعالج مشکلات العالم الاسلامی من الداخل و الخارج، و یرشده،و یقدم المناصحة لدعاة الاسلام و العاملین فی المجال الاسلامی1.
و علی ما یبدو کانت فترة الاعتقال قد فجرت بعض الخلافت التی ظلت کامنة حتی ذلک الوتق،و حصل بین الجماعة و الشیخ الغزالی خلاف أدی الی فصل الشیخ من صفوف الجماعة فی مطلق الخمسینات، بید انه ظل یعمل فی مجالات الحرکة الاسلامیة حتی آخر لحظة من حیاته،دون انتماء لجماعة من الجماعات.
تجربة شاقة و فی الستینات کان الشیخ علی موعد مع تجربة قاسیة شاقة،لا عهد له بمثلها، فقد قرر الدخول الی ما یسمی بالاتحاد الاشتراکی،و هو بمثابة صورة لتنظیم الحزب الشیوعی،فی أی بلد اشراکی، و کانت نیة الشیخ خدمة الاسلام و نشر الدعوة عن طریق هذا التنظیم،یحدوده فی ذلک،قول استاذه حسن البنا:انا لا أخاف العمل مع الشیطان،فلنسر معا،و سنری من یفر من صاحبه!."