خلاصه ماشینی:
"و کذلک،حین کان العلماء الشیعة قبل مائتی سنة قد جربوا الغیاب الکلی للقوة السیاسیة،لم یکن علماء السنة قد جربوا،بعد، الانهیار الکامل لما کانوا یعتبرونه الدولة الإسلامیة.
و قد أرسل الإمام الخمینی-عبر هذه الفتوی-رسالة واضحة الی الأمة المسلمة فی کل مکان،أنه بغض النظر عن الأصول الشیعیة للعملیة الطویلة التی قادت الی الثورة الإسلامیة،فإن الدولة التی أسست فی إیران هی«إسلامیة»وفق مفهوم هذا المصطلح لدی کل المسلمین من کل المدارس الفکریة الإسلامیة.
بین مدرستین لقد وصل التاریخ الآن الی مرحلة تمکننا من رسم خریطة بسیطة توضح مساره کما یلی: الاسلام>>الخطأ>>الانحراف>>التصحیح التقاء الثورة الإسلامیة الدولة الإسلامیة و یمکن رسم هذه الخریطة بتفصیل أکثر لبیان مسار المدرستین السنیة و الشیعیة، و هی کما یلی: (1)-انظر:کلیم صدیقی«الحرکة الإسلامیة،قضایا و أهداف»،(لندن،1981)،ص 78.
و الواضح-علی کل حال-هو أن العملیة التصحیحیة التی بدأت فی المدرسة الشیعیة بالثورة الأصولیة،لم تؤد فقط الی التقاء الأفکار،بل الی ظهور الدولة الإسلامیة.
و عندما تکتمل دائرة الخطأ و الانحراف و التصحیح و الالتقاء فی أی جزء من الامة المسلمة،أو فی أیة مدرسة إسلامیة فکریة،ینبغی أن تکون المعرفة الناتجة عن هذا التطور،مقبولة لدی کل المدارس الفکریة الإسلامیة و لدی کل الأمة المسلمة.
و لکن سیفقد التتابع التاریخی،الذی وقع فی ایران معناه و موضوعیته الشاملة بالنسبة للامة المسلمة،لو مرت خمسون أو مائة سنة بدون أن تکون هناک علامات تدل علی إمکان تکرار هذه التجربة فی أجزاء أخری من العالم الإسلامی.
و رغم وضوح هذه النتائج المرفوضة فی کل أجزاء الامة المسلمة،فلا یزال عدد کبیر من علماء السنة مرتبطا بالملوکیة السعودیة الی الیوم،أما المجموعات السنیة الأخری،و خصوصا تلک التی حاولت إنشاء الأحزاب السیاسیة،فهی لا تزال قریبة من«المثل»القومیة و العلمانیة الدیمقراطیة التی ورثتها عن الحقبة الاستعماریة."