چکیده:
یتمتع الرمز بمکانة خاصة فی الشعر العربی المعاصر، بحیث یمکن ان نجده فی اشعار غالبیة الشعراء المعاصرین، و مما لاشک فیه ان الرمز یظهر بوضوح فی شعر الشاعر الفلسطینی المعروف سمیح القاسم، و هذا ما دفعنا للبحث عن هذه الظاهرة الفنیة الادبیة فی شعره، لذلک قمنا اولا باستخراج الرموز الاساسیة فی شعره، ثم قمنا بتحلیلها و دراستها، و فی هذا الاطار اشرنا لانواع الرمز التراثی و مصادرها الاساسیة و هی الدین و التاریخ و الاسطورة و الفولکلور، هذه الرموز التی وظفها الشاعر بمنتهی البراعة و الذوق، فقد سعی الشاعر دائما لتقدیم الوجه الایجابی لهذه الرموز، بحیث یمکننا القول ان روحا ایجابیة تسیطر علی رموزه. یسعی هذا البحث للاجابة عن سوالین هامین هما: 1- ماهی اهم الرموز التراثیة لدی سمیح القاسم؟ 2- ماهی سمات هذه الرموز؟
خلاصه ماشینی:
و يعد الشاعر سميح القاسم واحداً من أهـم شـعراء المقاومـۀ الفلسـطينيۀ، الذين تنبع أهميۀ شعرهم من مضمونه الثوري و الوطني و تميزه الأسلوبي الذي يشکل الرمز أحد ظواهره البارزة، و قد تصدت کتبٌ و دراساتٌ کثيـرةٌ لشـعر سميح القاسم ، و لمکانۀ الرمز في أشعاره ، و منها کتاب (لغۀ الشعر عند سـميح القاسم ) للکاتب جمال يونس ، الذي عالج موضـوع الأسـاطير و الرمـوز عنـد القاسم معتبراً الأسطورة عند سميح القاسم شکلاً تعبيرياً يساعد علـي تجسـيم فکرة الشاعر و التفنن في توصيلها، و يري الکاتب في الرمز عند القاسم وسيلۀ من وسائل الإيحاء يستفز القارئ و يجعله عضواً في االعمليـۀ الإبداعيـۀ، و إن کَّنا نميلُ إلي اعتبار الأسطورة و الرمز وجهاً من وجوه الصورة الفنيۀ، فالرمز هو أرقي ما وصلت إليه الصورة في رحلۀ تطورها، و من الدراسات التي تناولـت شعر سميح القاسم ، رسالۀ دکتوراه مقدمۀ من الباحـث حسـين أبويسـاني إلـي جامعۀ طهران عام ١٣٨٢ش ، بعنوان (أدبيات مقاومت فلسطين و بازتـاب آن در أشعار سميح القاسم ) و عالج الباحث في الفصل السابع من رسـالته تلـک ، موضوع الرمز و مکانته في الشعر الفلسطيني و تصدي لمجموعـۀ مـن الرمـوز الطبيعيۀ و التاريخيۀ و الأسطوريۀ عند القاسم کالشنفري و الطيـور و الأفـاعي وصقر قريش و أوديـب و ابنتـه انتيجونـا و قرقـاش و أزوريـس و المـدن و الصحراء، و قد اعتبر الباحثُ أزوريس في قصيدة حواريۀ العار، رمزاً للتضحيۀ و الفداء عند القوي المقاومۀ، أمّا قرقاش فهو عنده رمزٌ للحکومـۀ الإسـرائيليۀ المستبدة، کما عدَّ أوديب رمزاً للأمۀ و رمزاً لإنسان العصر الجديد، أما انتيجونا فهي رمزٌ للوفاء للأب و الفداء، و اعتبر الباحث صقرَ قـريش رمـزاً ذو بعـدين البعد الأول هو بعد السفر الطويل إلي الأندلس ، و البعد الثاني هو بعـد النجـاح في بناء الدولۀ الأمويۀ في الأندلس ، أما الشنفري فهو عنده معادلٌ رمزي لآلام و آمال الإنسان الفلسطيني، و من الملاحظ أنَّ الباحث لم يلتفت إلي أنَّ هـذه الرموز التي ناقشها کالشنفري وصقر قريش و أنتيجونا و أزوريس ، ترتقي عنـد سميح القاسم لتصبح أقنعۀً يتخذها الشاعر ليعبـر مـن خلالهـا عـن أفکـاره و عواطفه ، بطريقۀٍ غير مباشرة، و قد قمتُ بمعالجۀ هذه الرموز في مقالـۀ أخـري بعنوان رمزالقناع في شعر سميح القاسم ، و من الدراسـات التـي تناولـت شـعر سميح القاسم و الرمز عنده ، رسالۀ ماجستيرمقدمۀ لجامعۀ تربيت مـدرس فـي طهران بهمن (١٣٨٩ش ) من الباحث مرتضي زارع برمي بـور بعنـوان (تحليـل عناصر مقاومت در اشعار سميح القاسم ، سيد حسن حسيني و قيصر أمين بور) و تناولت دراسته أوجه الشبه و الإختلاف بـين شـعراء المقاومـۀ الثلاثـۀ فـي المضمون و الأسلوب الشعري و تناول في الفصل الرابع من بحثه اللغۀ الشعريۀ و الصور الخياليۀ عند الشعراء الثلاثۀ، و خلص إلي أن استخدام الصور الخياليۀ و الرمز و البناء الحماسي، هي أهم ما يميز الشعراء الثلاثۀ، کما خلص الباحـث إلي اعتماد سميح القاسم علـي الأسـاطير العالميـۀ و الدينيـۀ لخدمـۀ أهـداف المقاومۀ الفلسطينيۀ.