چکیده:
إن قضية الاعلام ودوره على مر التاريخ في نقل الوقائع والحقائق
والأحداث له الأثر الكبير بحسب ما ينقله ، فمن الممكن أن يكون دوره إيجابياً في
توعية المجتمع حينما ينقل له الحقائق بعيدة عن الزيف والخداع أو المراوغة
والتلاعب بالألفاظء أي ينقلها بكل أمانة وصدق وبدون ميل لطرف أو لآخر
ويكون هدفه ومبدأه الوحيد إيصال الحقيقة للمجتمع وللمة وتثبيتها للتاريخ وهو
هدف نبيل وسامي لما يترتب عليه من أخذ المواقف المطلوبة ٠ وعلى العكس
تماماً في ذلك حينما يكون النقل على أسس دنيوية كالسلطة أو الجاه وغيرها التي
تشرى من أجلها الأقلام وتباع الضمائر، وقد جسنّد لنا التاريخ تلك الصورتين
للإعلام .فهذه قافلة أهل البيت (عليهم السلام) تسير باتجاه العراق لتبين للعالم
زيف ادعاءات بني أمية وظلمهم وإضلالهم للأمةء وحرصهم على دفع أصحاب
النفوس الضعيفة لتزييف الحقائق لعامة الناس فكان للسيدة زينب بنت
علي بن أبي طالب (عليهما السلام) الوقفة المشرّفة لكشف غمائم الظلم والجور
والزيف عن حقيقة خروج أخيها الإمام الحسين (عليه السلام) إلى العراق وحقيقة
بني أمية في كلمات حفظها لنا التاريخ تحمل في طياتها أسمى معاني الرقي، وهي بذلك وضعت حجر الأساس للإعلام الهادف البناء لعقول الناس، لذلك
سلْطت الضوء في هذه الصفحات القليلة على خطبتها (عليها السلام) لأهل
الكوفة وجلاوزة بني امية وممن شارك في ظلم أهل البيت (عليهم السلام).