چکیده:
لعل العقل الإنساني مصمَّمٌ على اكتشاف النمط، أو هو بالأحرى يبحث عن النمط حتى في الأشكال العشوائيّة. وهو يحاول ترتيب الأشياء لكي يخرج بنمط عرفه قباً أو يشبهه؛ فمثلما يكون النص مكوناً من نصوص غائبة ولربما ذائبة فيه تكون الأنماط غائبة أو لربما ذائبة فيه. وكل ما تبحث فيه هذه الد ا رسة هو محاولة اكتشاف نمط الصورة الإيقونية في شعر أدونيس وليس اخت ا رعها، من خال الكشف عن طبيعة التشكيل الذي يلجأ إليه الشاعر بوعي أو لا وعي، ثم ملاحظة تك ا رره في م ا رحل وأماكن متنوعة ومتعددة إلى أن يتحول إلى نمط قامت هذه الد ا رسة بتعيينه وتمثيله بقصد الوقوف على بنياته والدلالات المنبثقة منها بعد الوقوف على مقدار التآزر ما بين النمط وبين المكونات الداخلية للصورة؛ كي لا يكون الاكتفاء بتعيين النمط آلياً منفصاً عن التشكيل الشعري بوصفه نتاجاً إبداعياً ينبض بالحياة؛ لأن الاكتفاء بالوصف يُعرضه إلى المحو؛ إذ يفضي إلى استحالة الاحتفاظ بالتكوين الإبداعي المتكامل داخل التشكيل الصوري المُشكِّل للنمط عند شاعر كان عنده الخروج على المألوف هاجساً يدفع متلقيه إلى البحث عما هو ليس مألوفاً في ذاكرته الشعرية ليتجسد الأمر في نمط ربما لم تألفه أقام الباحثين متجسداً في صورة. وهذا ما حاول البحث استقصاءه مبتعداً عما يبدو مألوفاً من أنماط بلاغية أو حسيّة أو ذهنية أو غيرها إلى استشعار النمط وهو يتشكل شعرياً عند أدونيس نفسه من دون العناية إلى مسايرة امتداداته إلى شعراء آخرين؛ لأن ذلك ليس من اهتمام هذه الدراسة.