چکیده:
لقد عرض القرآن قصة أقوام وأمم سالفة کثيرة وبما أن السنن الإلهية ثابتة في الأعصار والأمصار المختلفة تعتبر هذه القصص نماذج قابلة للتعميم لساير الأمم والعصور. ومن هنا تسعی المقالة وبأسلوب وصفي-تحليلي أن تکشف علل رقي الأمم أو انحطاطها في إطار الآيات القرآنية. وبعد دراسة مصير هذه الأمم نستنتج بأن الفساد والترف والفسق والإسراف والاستکبار والکفر بالله واتباع الحکام هي من العوامل التي قد أدت إلی انحطاط تلک المجتمعات وانهيارها. فتعميم السنن الإلهية تفيدنا بأن ظهور هذه العوامل في أمة ما، ستؤدي لا محالة إلی إنهيارها. وفي المقابل، إن تطبيق فريضة الإمر بالمعروف والنهي عن المنکر والإيمان بالله تعالی والاقتصاد في جميع الشؤون هي من علل رقي المجتمع. تعد خطابات وکلمات مفجر الثورة الاسلامية الإيرانية من الکنوز الثمينة في مجال المعارف الإسلامية والثورية فط العصر الراهن. حيث نجدها منشوراً للثورة الإسلامية الإيرانية کما يمکننا ملاحظة الرؤية الحضارية والغائية لقائد الثورة الإسلامية فيها کرأس المال الاجتماعي الفاعل في بناء الحضارة. إن رأس المال الاجتماعي الفاعل في بناء الحضارة عبارة عن منظومة من الإدراکات التي تؤدي إلی ظهور علاقة ومساهمة مثلی بين أفراد المجتمع ومن ثم تمهد المجتمع لبناء حضارة کبيرة. ومن هنا يتطرق الباحث هنا إلی مفهوم رأس المال الاجتماعي والحضارة الإسلامية الکبيرة وتبيين أبعادها ومقوماتها کما يقدم الآراء والنظريات والنماذج المختلفة المطروحة حیال هذه المفاهيم الأساسية. کما يرکز علی السيرة الفکرية للإمام الخميني(ره). کما يتم قيد الدراسة هنا العوامل الرئيسة في خلق رأس المال الاجتماعي الفاعل في بناء الحضارة في الثورة الإسلامية من منظور الإمام الخميني(ره) وهي: الإخلاص في الحرکة، الاعتقاد بإمام العصر(عجل الله تعالی فرجه)، شعبية قائد الثورة الإسلامية، تجديد فکرة مقارعة الظلم و تجديد فکرة العدالة الإسلامية، صمود الشعب الإيراني الأسطوري و ارادته المعجبة، الاعتقاد بالإمداد الغيبي وبناء الأطر والأنظمة الإسلامية-الثورية. مما لا شک فيه أنه کان الغرب وثقافته مسأله أساسية وهامة للشهيد مرتضی المطهري، کما قلما نجد مجالاً أو بعدا من ابعاد حياتنا المعاصرة التي لم تتأثر من المبادئ الفکرية والفلسفية للغرب أو من منتجات هذه الثقافة وحضارته. وترمي هذه المقالة إلی دراسة مشاکل الثقافة الغربية وإحباطاته لکي يقدم حلولاً ملائمة في إطار فکر الشهيد المطهري لإخراج الغرب عن هذا المأزق. إن منهجية الشهيد المطهري في نقد الثقافة والحضارة الغربية هي منهجية موضوعية ومرکزة علی المبادئ الدينية في إطار أسلوب وصفي وتحليلي. ويقدم الباحث الکلمات والکتابات للأستاذ المطهري حول ثقافة الغرب في أربعة محاور هي: دراسة مسيرة الغرب المتجدد، هيمنة الأزمة المعنوية علی الغرب المعاصر، إفرازات سيادة الثقافة والحضارة الغربية والحلول الستراتيجية لمواجهة المجتمع الإسلامي أمام الغرب. ويستنتج الباحث من خلال البحث في آثار الشهيد المطهري بأنه رحمه الله کان يری بأن الغرب قد تقدم في المجال التقني تقدماً بارزاً ولکنه لا يحظی بتقدم يذکر في البعد الإنساني والقيم الإنسانية العالية. يواجه العالم الإسلامي في العصر الراهن عدة تحديات وأزمات أهمها هي التفرقة حيث يمکننا القول بأن ساير التحديات نابعة عن هذه الأزمة الرئيسة. والحل الأساسي للخلاص من هذه الأزمة هو تحقيق التضامن وهذا بدوره يتطلب التنظير العلمي وإجراءات ذات اتجاه وحدوي بين أطياف المجتمع الإسلامي. لقد قام النخب الفکرية والمفکرين الإسلاميين بعرض حلول قيمة. وتدرس في هذه المقالة الحل الذي قدمه کل من سماحة آية الله الخامنئي ومالک بن نبي لتحقيق التضامن الحضاري وفق نموذج «أزمة اسبريگنز». ووفق هذه النظرية الفکرية للأزمة التي تعتبر لکل أزمة أربع مراحل متتالية، إننا نعيش في ظروف لايوجد فيها أي اتجاه وحدوي وتضامني کما أن المشکلة أو الأزمة الراهنة ما هي إلا أزمة حضارية تضرب بجذروها في المشاکل الفکرية والثقافية وشبکة العلاقات الاجتماعية. ومن هنا لتحقيق الفکر الطوباوي أي الأمة الواحدة لابدّ من السير قدماً نحو التضامن الحضاري الذي نراه الحل الملائم لهذه الأزمة. إن من أهم الإجراءات الحضارية والثقافية التي طبقتها الحکومة الفاطمية الشيعية(297-567هـ.ق) هو إحداث مرکز «دارالعلم» العلمي جنباً إلی جنب ساير المؤسسات العلمية والثقافية. وتعتبر دراسة الأبعاد المختلفة لأعمال هذا المرکز العلمي نموذجاً راقياَ وصالحاً للمسلمين الذين يرمون إلی بناء حضارة حديثة. وبعد اتخاذ الأسلوب الوصفي التحليلي يکشف للباحث بأن لهذا المرکز العلمي الذي أنشئ في عهد الحاکم بأمرالله(الخلافة: 389-411 هـ.ق) أعمال في العلوم المختلفة حيث درست فيه العلوم المختلفة ک«الفقه والقراءة والنجوم والنحو والطب والرياضيات والمنطق». کما يجب أن لا ننسی بأن نشر الفکر الإسماعيلي هو من أبرز أعمال هذا المرکز. إن دعاة الإسماعيلية الذين کانوا قد تولوا مهام إدارة «دارالعلم» کانوا يهتمون ببرمجة الشؤون الدعوية وتبليغ المذهب الاسماعيلي في «دارالعلم» تناغماً مع سياسة الدولة الفاطمية التي کانت تنتمي إلی المذهب الإسماعيلی. ومن الأعمال القيمة التي قل نجد مثيلاً لها، هي إنشاء مکتبة عظيمة في هذا المرکز والتي بدورها کانت تسهل التعليم والتبليغ سوياً. إن الفقه الحضاري هي اتجاه فقهي حضاري تجاه کافة الأبواب الفقهية ومن هنا نجد علاقة وثيقة بين الفقه الحضاري وکل من الفقه الحکومي وفقه النظام؛ بل يمکن القول بأن الفقه الحضاري وفقه النظام جديران لاستخدامهما بدل مصطلح الفقه الحکومي؛ إن الفقه الحضاري منبثق عن مبادئ دينية ومنها الفطرة التوحيدية والعقلانية والحکمة وشمول الدين الإسلامي ونظام الولاية والأمة الواحدة والديانة والقانون الإلهي. کما نجد أن سماحة القائد قد تطرق خلال کلماته وخطاباته إلی کل من هذه المبادئ. ويروم الباحث هنا دراسة دور الفقه الإسلامي الحضاري في تحقيق الوحدة الإسلامية وفق فکر الإمام الخامنئي في اطار أسلوب وصفي تحليلي. وکنتيجة للبحث يصل الباحث إلی أن الفقه الإسلامي الحضاري في فکر سماحة القائد هو فقه حضاري شمولي حيث قادر لتکوين الحضارة الإسلامية الحديثة.
خلاصه ماشینی:
com تاریخ الاستلام:8/7/1398 تاریخ التأييد: 21/9/1398 دورية علمية في الحضارة الإسلامية والبحوث الدينية السنة الأولی، العدد الرابع، خریف 1398 للهجرة الشمسية / نقد التقنية والثقافة الغربية من منظور الشهيد مطهري علي باقي نصرآبادي 1 الخلاصة مما لا شک فيه أنه کان الغرب وثقافته مسأله أساسية وهامة للشهيد مرتضی المطهري، کما قلما نجد مجالاً أو بعدا من ابعاد حياتنا المعاصرة التي لم تتأثر من المبادئ الفکرية والفلسفية للغرب أو من منتجات هذه الثقافة وحضارته.
comتاریخ الاستلام: 1/7/1398 تاریخ التأييد: 24/9/1398 دورية علمية في الحضارة الإسلامية والبحوث الدينية السنة الأولی، العدد الرابع، خریف 1398 للهجرة الشمسية / التضامن الحضاري وأزمة التفرقة في العالم الإسلامي سیدآصف کاظمی 1 الخلاصة يواجه العالم الإسلامي في العصر الراهن عدة تحديات وأزمات أهمها هي التفرقة حيث يمکننا القول بأن ساير التحديات نابعة عن هذه الأزمة الرئيسة.