چکیده:
یمکن تحدید النّفس موجزاً بأنّها تساوي وجود الإنسان بأکمله، وهی التی تسیّره نحو الکمال الذي يدعو إلى التّوازن، وفي الحديث عن کمال الروح يُعتبر التّوازن جوهراً لتطوّرها وأداة لحرکتها نحوَ الرّقی والکمال، فلذلک من الضّروری دراسة مفهوم الروح والتعرّف عليها في مسار التطور والکمال. وهناک علاقة وثيقة بين العمارة والنفسية التي تُلقيها في الرّوح، فتستطيع العمارة أن تمهّد للإنسان أرضية مناسبة للوصول إلى الکمال، کَما أنّها تساعده للبلوغ إليه کغاية. بما أنّ العمارة تُعَدّ مظهراً من مظاهر عالم التّشريع وهی حقيقة منبثقة من أيدي المعمار کفنّان، فلذلک يجب أن تکون نفسه متوازنةً حتى يظهر هذا التّوازن في فنّه أیضاً، وبالتالي يتمّ تعريف التّوازن على أنّه أساس العمارة والذي يستجيب لرغبات روح البشر الذي يميل إلى التوازن. هذا المقال يهدف إلی دراسة قوانين التوازن الذاتي وأنظمته الفعالة، فيتابع موضوع التوازن في العمارة وعلاقتها بروح الفنّان من خلال المنهج الوصفي التحليلي المعتمد على الاستقراء هادفاً الوصول إلى فهم قواعد التوازن في العمارة أو التوازن المعماريّ، فيحاول تبيين القوانين التي تؤثر في النّفس حتى يتمکّن على تقديم أشکال المتوازنة في العمارة، فأسئلة البحث هي: ماهي قوانين التوازن في روح الإنسان و ما هي أنظمته؟ ماهي العلاقة بين التوازن في روح الإنسان وقوانين التوازن؟ وماهي قوانين التوازن وأنظمته في العمارة؟ فیصل البحث إلى أنَّ العمارة هي تمثيل من نفسيّة المعمار، فالتوازن في روح الإنسان حصيلة الصراع بين القوى الموجودة في وجوده أي بين الأزواج المتباينة فيه، فإذا کان المعمار يتمتّع من روح متوازنة يتمثّل هذا التوازن في حصيلة عمله أو فنّه، ومن جهة أخري فلابدّ لکلّ عمارة أن تخضع للأصول التوازن السّتة وهي: ثنائية الأزواج، والتزام بالحدود بين الأزواج، ووجود علاقة التفاعل أو التّعارض أو التّناقض بين الثّنائيات، والحرکة والاستمراية والاکتمال حتي تسمّى متوازنة.ً
The soul, as the dignity and wholeness of human existence, considers the goal and purpose of the soul to reach perfection and in examining the course of the perfection of the soul; He considers balance as the essence of the evolution of the soul and the necessity of movement in this perfection. Architecture, as a manifestation of the world of legislation and a truth emanating from the hands of the artist, must have this balance, and therefore balance is defined as the essence of architecture in response to the desires of the human soul. Therefore, in order to analyze the issue of architectural balance, it is necessary to examine the relationship between the spirit of the architect and his art, namely architecture, and this article is based on descriptive-analytical research method and through inductive method is determined to analyze this relationship. To discover the laws and systems that affect the balance of the soul, so that it can restore the laws of architectural balance through them. Therefore, the questions of this research are: What are the laws and systems of balance in the human soul? And following those laws and systems, what correlation has the balance of the human soul with the laws of balance? And what are the laws and systems of architectural balance? Equilibrium in man is achieved through battle and confrontation between the forces and forces in the human soul or, in other words, double pairs in the human soul. Therefore, in expressing the laws and systems of self- equilibrium, we can; the existence of binary pairs, different ratios between them (interaction, opposition or contradiction), observing the appropriate limit in these ratios, movement, continuity and evolution were mentioned. In architecture, due to the human soul, this equilibrium has had different levels. The existence of architectural equilibrium on the one hand and the six rules that have been arranged on each equilibrium show that an architecture in direct correspondence with the powers of human perception (perception) can have different equilibriums. Six rules must apply at all levels. In fact, the existence of binary pairs, interactions or confrontations between them, determining the boundary between them and the continuation of movement, continuity and evolution must flow in all these levels in order to achieve equilibrium in these architectural levels under these systems.
خلاصه ماشینی:
أصول توازن النفس في مسار تکامل ( وجود الثنائيات (Binaries)، التعامل (Interaction)، الحد (Limit law)، الحركة (Motion)، التداوم (Continuity)، التكامل (Evolution)) النفس الإنسانية في حركة دائمة بين الثنائيات الأخلاقية المتناظرة، وفي بيان ثنائيات النفس تتم الإشارة إلى أربع فضائل أخلاقية وهي: العدالة والشجاعة والعفة والحکمة؛ وتتقابل كلُّ واحدة من هذه الفضائل رذيلة، حيث تتشكل في النهاية الأزواج المتضادة، فهي بمثابة الصفات الأصلية، أما سائر الفضائل أو الرزائل فتنبع منها.
2 الثنائيات المتضادة في توازن النفس التأمل في مختلف وجوه النفس يشير إلى أن معظم الثنائيات النفسانية تنتمي إلى نوع يبدو في المظاهر المتفاوتة والمراتب المختلفة للتعادل الجسماني والتعادل الروحاني، وقد أشار فيثاغورس إلى أن الثنائيات الموجودة في النفس وتؤدي إلى خلق التعادل الجسماني هي عبارة عن أربعة طبائع موجودة في الإنسان، يقول:وفي دائرة النفس والتوازن الروحاني بين قوى النفس ثمة إشارة إلى وجود أربع قوى في النفس، فقوتي النفس الأمارة والنفس المطمئنة عبارة عن زوجين متضادين وهما في صراع دائم، والعبور من الحدّ أو الجانب يحدّد غلبة كل واحد من هذه القوى، وهناك فريق آخر يرى أن النفس المطمئنة أو الفطرة تقع في حد التوازن، وأن قوى النفس الأمارة تجذب الإنسان من كل جانب كي تخرجه من هذا التوازن، والخروج من هذا الحد يعني انعدام التوازن الذي يؤدي إلى الانحراف عن المسير الأصلي.
2 الحدود في الأنظمة الثنائية للنفس الشيء الذي أشير إليه في مقولة النفس هو في الواقع عبارة عن النفس الإنسانية التي تمتلك مزدوجات ثنائية، والتي يؤدي تقابلها أو ارتباطها إلى إيصال النفس إلى مرحلة التوازن ومع أن نوع الارتباط بين هذه الثنائيات متفاوت لكن الأمر المشترك بينها هو هدفها في الوصول إلى نقطة التعادل رغم وجود تفاوت نسبي في هذا الأمر.