خلاصه ماشینی:
ومن الطّبيعيّ وفقاً لهذه الرّؤية لدور المرأة أنْ يعتقدوا بأحكام وحقوق تناسبان هذا الدور الشيطانيّ لها، فضلاً عن أنّ الخصائص الجسديّة والنّفسيّة لم تُفسَّرا وفق دور مناسب لهما، لذلك لم يكن للمرأة في اليونان حقّ الحياة بعد حياة زوجها، وكانت محجورة، وممنوعة من التدّخل في أيّ شيء سوى تلبية رغبات الزّوج الشّهويّة، وكانوا يؤذونها في الرّوم، ويمنعونها من الحديث والضّحك، ولا تكون إلا تحت كفالة وليّ قيّم، وكانت تعدّ من الإرث الذي ينتقل إلى الآخر بعد وفاة زوجها، وكانوا لا ينفردون بأمّهاتهم وأخواتهم في الهند، مقرّين أنّ الوباء والموت والجحيم وسمّ الأفعى خير منها، وما زالوا في الجوامع المسيحية يجتنبونها اجتناب الخباثة والانحراف والشرّ، وكما قال الشّهيد المطهّريقدس سره"يقول أحد زعماء العصر الحديث: اقلعوا شجرة الزّواج بمطرقة البكارة، ..
وكذا الأمر في حكم الحجاب لها، إذ قد سبق أنّ المرأة تتمتّع بالجمال والإثارة والجذابية كخصيصة جسدية، وقد جُعلت لها هذه الخصيصة بملاحظة دورها في الزواج، لذلك فإنّ إبرازها لجمالها وجذابيتها في المجتمع سيؤول إلى مفاسد كثيرة تؤثّر سلباً على دورها الأساس بشكل كبير، فالمرأة التي لها دور كدور القرآن الكريم في تربية الإنسان سوف تتحول لعدم مراعاتها للحجاب إلى وسيلة التذاذ الشّارع العام، وشيئاً فشيئاً لا تُلبَس المرأة إلا دور (وسيلة التذاذ)، فتهوي المرأة من كرامة دورها المحوري في التربية والعائلة إلى حضيض دور تلبية رغبات الآخرين، وهذا يعني تسلل الانحراف إلى دورها، الضامن لسعادتها الدنيوية والأخروية، فالذي خلق المرأة لهذا الدور علماً منه بأنّ استعداداتها وقابليّاتها تناسب هذا الدور، لا بدّ أنْ يحول دون أنْ ينحرف هذا الدور إلى دور آخر.