چکیده:
یتعرّض الکاتب فی مقالته اوّلا الی بعض الاقوال فی معنی المتشابه، فیردّ بعضها ویتبنّی انّ معنی المتشابه هو لیس ما کانت الفاظه غیر واضحة، بل ما کان غیر منسجم مع کونه آیة فی القرآن مع الآیات الاخری.
ثمّ یثنّی کلامه ببیان معنی الامومیّة للآیات المحکمة والاقوال فیها، فیختار بیانیّة الآیات المحکمة للمتشابهة، ثمّ یشیر الی موقف اهل البیت^ المتشدّد من الآخذ بالمتشابه ولزوم الرّجوع الیهم، ثمّ یذکر بعض الآثار المدمّرة فی الاخذ بالمتشابه من انحراف وفهم سقیم للدّین، ثمّ یختم ببیان العلّة من وجود المتشابه فی القرآن الکریم.
خلاصه ماشینی:
ولكن السّيّد العلّامة الطّباطبائي+ أفاد أنّ المتشابه من الآيات هو ما كان من اللفظ فيه ريب، من جهة عدم انسجام هذا المعنى الظّاهر مع الآيات القرآنيّة الأخرى، ولنضرب لذلك مثالين: * المثال الأوّل: فقد جاء في القرآن قوله تعالى:﴿لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾(الأنعام: 103)، فهذه الآية تقرّ بأنّ الذّات المقدّسة لا يمكن أن يقع عليها البصر، لا من جهة مانع يمنع من الرّؤية بل ذاته لا يقع عليها البصر ويمتنع رؤيته لذاته، وذلك لأنّه ليس بماديّ حتّى يرى، فهي تدلّ على تجرّده عن المادّة ولوازم المادّة فلذلك لا يكون قابلاً للرّؤية.
* النّتيجة الأولى: الاختلاف الفكريّ والعقديّ من الواضح لمن يتتبّع ظهور الاتّجاهات الفكريّة العقديّة، يجد أنّها في مقولاتها ومبانيها الفكريّة تتمسّك بالآيات القرآنيّة، وترجع إلى القرآن في الاستدلال على صحّة عقيدتها وفكرها، فالقائل بالتّجسيم يجد في ما ظاهره ذلك مبتغاه وحجّته، والقائل بالتّفويض يجد في بعض آيات القرآن متمسّكه، ومن ينقص الأنبياء عن مقامهم يرى بعض الآيات ما يثبت زعمه، وهكذا كلّ الفرق الّتي انحرفت عن جادّة الحقّ ونور الهدى، أخذت بآية متشابهة وبنت عليها وأسّست عليها أصول مذهبها، ممّا نتج عن ذلك تعدّد الفرق وتنوّع المذاهب مع كون الدّين واحداً والرّبّ واحداً والرّسول واحداً، وما هذا الاختلاف جاء من الدّين، وإنّما الاختلاف في أمر الدّين الّذي نهى عنه القرآن الكريم ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾(الأنعام: 153)، وفي الأخذ بالمتشابه من دون ردّه إلى المحكم بمقتضى أمومته على المتشابهات ينشأ منه الاختلاف والتّمزّق، ففي عيون الأخبار عن الرّضا عليه السلام أنّه قال: >من ردّ متشابه القرآن إلى محكمة هدي إلى صراط مستقيم، ثم قال: إنّ في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ومحكماً كمحكم القرآن، فردّوا متشابهها إلى محكمها، ولا تتّبعوا متشابهها دون محكمها فتضلّوا 109 ).