چکیده:
تعرّض هذا البحث الی موضوع الخطاب الدینی والعولمة حیث انّ التغییرات التی حصلت فی العالم فرضت نفسها علی کلّ شیء، واوجبت احداث تغییرات تواکب الحدث، فهل استجاب الخطاب الدینی لهذه المتطلّبات؟ ام اغفلها؟ وکیف یمکن للخطاب ان یشق طریقه لمخاطبیه فی زحمة الاطروحات والتحدیات؟
وبحث فی کتابة نقدیة عن سلبیات الخطاب، وحاول تقدیم حلول لها، کما بحث حول المواضیع الاهم التی یجب ان تتصدر قائمة الاولویات للخطاب الدینی.
خلاصه ماشینی:
إنّ علينا أن نفرّقَ بين الخطاب الديني، ونصّه، فالنص الديني: هو كل ما ثبت صدوره عن الله تعالى، وعن رسوله|، وهذا النص فوق المحاسبة لأنّه يحكي عن الله، وعن المصدر المعصوم، أمّا الخطاب فهو عبارة عمّا يستنبطه الفقيه، ويفهمه العالم والمفكر من النص الديني، وهو يعبّرُ عن مدى فهم قارئ النص الذي يمكن أن يصيب أو يخطئ، ويمكن أن تؤثّر بعض العوامل على مدى فهمه، كما أنّ قسماً كبيراً من الخطاب الديني لا يصدرُ عن فقهاء مجتهدين، بل من وعّاظ، وخطباء محترفين، وجهات تمتهن التصدّي للشأن الديني، بغض النّظر عن الكفاءة والنزاهة، وبذلك فالخطاب الديني قابلٌ للنّقد، والتقويم.
ومع أنّ هذه التحديات الخارجية لا زالت موجودة بنسبةٍ ما، وأبرز ما تتمثل فيه الحرب الإعلامية الثقافية على الإسلام بوصفه دين إرهاب، فإنّي لا أراها أكثر خطورة من التحديات الداخلية، فإنّ التحديات الداخلية على درجة من الخطورة تستلزم أن تُجعل على أولويات لائحة المهام أمام الخطاب الديني، ولا بد من الارتقاء لمستوى مواجهتها، ولعلّ أبرزها، يتمثل في التالي: أولاً: إنتاج ثقافة التنمية والبناء لقد نجح الخطاب الديني في دحض الأفكار الخارجية، وإرجاع الناس إلى دينهم، وهذه مرحلة الهدم، والتقويض، وتبقى مرحلة أخرى تليها، ألا وهي مرحلة البناء، فإنّ واقع المسلمين ينشد ارتقاءً في ميادين السياسة، والاقتصاد، والاجتماع، ويفتقر دفعاً نحو المعرفة، وتنميةً للأخلاق، إنّه يبغي التنمية، فكيف للخطاب الديني أن يقود هذه المعركة؟ هذا ما يتطلّب إجابة، وبرامج عمل، وآليات تنفيذ، وثقافة حركة وإدارة.