چکیده:
العزةّ مفهوم لا بد من أن يعيش مع الإنسان المؤمن في كلّ لحظاته وآناته وأوقاته وأماكنه، وذلك حتى يُضمن لإسلام المؤمن ودينه المنَعَة من أيّ طعن أو إخلال أو إطاحة.ولذا يجب على المؤمن أن لا يغفل عن هذا المفهوم وهو أن يكون عزيزاً، وهو مطالب بأن يتجنّب مذلّة نفسه، وقد شدد القرآن على هذا المفهوم وكذا الروايات كي يكون هذا المفهوم حاضراً في حياة الفرد.كما أنّ المجتمع له عزّة لا بد أن لا يغفلها وأن يهتمّ المجتمع ككل في إيجادها.ومن هذا المنطلق لا بد من الوقوف على معنى هذا المفهوم وتحديده كي نستطيع التفريق بينه وبين الكبر والعظمة والفخر وأمثالها، مما يستدعي تحليل حقيقة هذا المفهوم.
خلاصه ماشینی:
تذكر هذه الآية صفات وعلامات حقيقيَّة للمؤمنين والمؤمنات، ومنها الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وقد يُسأل ما الربط بين هذه الصفة (الأمر والنهي) و(العزَّة والقوَّة)، فنجد الجواب في وسائل الشيعة في باب الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر: قَالَ النَّبِيُّ صلی الله عليه و آله: >إِنَّ اللهَ لَيُبْغِضُ الْمُؤْمِنَ الضَّعِيفَ الَّذِي لَا دِينَ لَهُ< فَقِيلَ وَ مَا الْمُؤْمِنُ الضَّعِيفُ الَّذِي لا دِينَ لَهُ قَالَ: >الَّذِي لَا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ القوّة تلازم المؤمن لإيمانه، فالضَّعف لا مكان له عند المؤمن، ومن أبرز ما يمنح العزَّة والقوّة هو أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وإحدى الثّمار المترتِّبة على ذلك هو إسكات كلّ فجوة بها مُنكَر التي قد تتسع وتسيطر على الحالة الإيـمانيَّة والدينيَّة، وتوفير كلّ أرضيَّة بها معروف على أرضها ينبت الإيـمان وتسمو الأخلاق، ولا ننسى أن امتثال هذا الواجب عبارة عن إعلاء عزَّة الله وهو العزيز.
فهؤلاء الذين أنجاهم موسى عليهم السلام كان الطاغية فرعون يستعبدهم ويستذلهّم، فالنتيجة أن المؤمنين أعزَّهم نبيُّهم لإيمانهم، والكفَّار أذلَّتهم البلاءاتُ والعذابات من كثرتها، وما نزلت بهم الذلَّة إلا لبقائهم على الكفر والعناد رغم تعدُّد الفرصة من قبل النبي موسى عليهم السلام لهدايتهم، وفي ختام الآية إشارة إلى أن الله عزيز لا يغلبه تجبُّر الأعداء من فرعون وغيره، وفي مجمع البيان نرى: "{وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ} في سلطانه {الرَّحِيمُ} بخلقه وقيل العزيز في انتقامه من أعدائه الرحيم في إنجائه من الهلاك( ).
وبهذا تـمتَّع الموحِّدون بالنّعمة والفضل واللُّطف من الله على إعزازه لهم وإذلال ظالميهم من الطغاة، والله هو العزيز، ففي تفسير الأمثل: "اللّه قوي وقادر على كل شيء، وله السلطة على كل أمر، ولا يصعب عليه أي شيء ولا قدرة فوق قدرته {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} وعلى هذا فإن نجاة جماعة من المؤمنين من بين جماعة كثيرة تُبتلى بعذاب الله ليس بالأمر المشكل بالنسبة لقدرة الله تعالى"( ).