خلاصه ماشینی:
وقد كان معاوية (لعنه الله) هو أساس أكثر ذلك فقد نُقِل عن كتاب الأحداث للمدائني أن معاوية كتب لعماله: "إن الحديث في عثمان قد كثر وفشى في كل مصر وفي كل وجه وناحية، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وأتوني بمناقض له في الصحابة مفتعلة؛ فإن هذا أحب إليَّ، وأقر لعيني، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته، وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله"(2)، ويقول ابن أبي الحديد بعد تعجبه من دخول الشك على أهل الشام لقتل عمار ولم يعتريهم الشك لمكان علي (عليه السلام): "وهذا يدلك على أن عليا (عليه السلام) اجتهدت قريش كلها من مبدأ الأمر في إخمال ذكره وستر فضائله، وتغطية خصائصه حتى مُحِيَ فضلُه ومرتبته من صدور الناس كافة إلا قليلا منهم".
الفضيلة الرابعة: ذو النورين من أعظم خصائص الأمير (عليه السلام) هو زواجه بالزهراء (عليها السلام)، وقد تقدم لخطبتها غيرُ واحد من الصحابة فرفضهم النبي (صلّى الله عليه وآله)، روى النسائي وابن حبان عن بريدة، قال: "خطب أبو بكر وعمر-رضي الله عنهما- فاطمةَ، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: إنها صغيرة، فخطبها علي فزوجها منه" قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"(40).
وقال ابن أبي الحديد: "قال الشيخ أبو القاسم البلخي: وقد روى كثير من أرباب الحديث عن جماعة من الصحابة، قالوا: ما كنَّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلا ببغض علي بن أبي طالب"(61).