چکیده:
تتمتع الثورة الإسلامية على تأثير الثورة في المجتمع من وجهة نظر معظم الباحثين والمفكرين وخاصة المخطط الرئيس لها, بخصوصيّات ميّزتها عن الثورات الأخرى. ولا شكّ أنّ لهذه الثورةأهمّيّة فائقة. وكل ثورة يكسب أهمّيتها من خلال الآثار المترتبة عليه والزمان الذي يحتاج إليه، فإن كان الأثر يعتد به أو كان في زمان تحصل فيه الحاجة الماسة إليه، إكتسب أهمّيتها لذلك، وإلا فلا. وفي هذا الصدد طرح الاسلام المحمدي نظريته عن هذه العناصر، لأن الإسلام الذي هو الدين الحقّ الذي جاء به محمد |الدين الذي منبعه من القرآن والسنة، والعقل البرهاني، لا يمكنه أن لا يكون له موقفا ورؤية ولو إرشادية لأسباب وعناصر التقدّم ومحفّزاً نحو التطوّر والحكمة، فهو ينظم أنماط مختلفة من العلاقات ليستوعب جميع مرافق الحياة: العلاقة الإنسان بربه، وعلاقة الإنسان بنفسه، وعلاقة الإنسان بغيره من جنسه من البشر، وعلاقة الإنسان بغيره من الموجودات الماديّة، وعلاقة الإنسان بغيره من الموجودات غير الماديّة الحيّة. يعبر الشعار المهم المتمثل فی لا شرقية ولا غربية عن رفض تسلط الأجانب على شؤون البلد الداخلية. وعلى أثر انتصار الثورة الاسلامية، قامت استراتيجية السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية فی إطار سياسة لا شرقية، ولا غربية على عدة أسس هی: رفض أی تسلط وخضوع للتسلط، المحافظة على الاستقلال الشامل والسيادة الوطنية للبلد، والدفاع عن حقوق کل المسلمين، وعدم الالتزام أزاء القوى المتسلطة، والعلاقات السلمية المتبادلة مع الحکومات غير المحاربة، ومنع عقد أی إتفاقية تؤدی إلى تسلط الأجانب. ودعم الکفاح المشروع للمستضعفين ضد المستکبرين فی أية منطقة من العالم، وفی ظل إتخاذ مثل هذه السياسة إتسعت أبعاد الکفاح ضد الاستکبار وسادت ثقافة محاربة الأجانب والاستکبار في المنطقة