خلاصه ماشینی:
يحمل الشيخ جوادي الآملي في العديد من كتبه، مثل: «منزلة العقل في هندسة المعرفة الدينية»، و«الشريعة في مرآة المعرفة»، و«المعرفة الدينية»، و«ما يتوقّعه الإنسان من الدين»، و«النسبة بين الدين والدنيا»، وفي كتبه التفسيرية، من قبيل: «التسنيم في تفسير القرآن الكريم»، رؤيةً إيجابية تجاه العلم الديني.
وعلى هذا الأساس فإن العلوم التجريبية التي تعمل على بيان ماهية فعل الله تعالى تندرج في زمرة المسائل والقضايا الدينية.
ذهب الشيخ جوادي الآملي في بحث العلم الديني إلى أن المراد من العقل ليس هو مجرّد العقل في الفلسفة أو العقل التجريبي، وإنما يقول: «إن المراد من العقل في هذه السلسلة من الأبحاث ليس هو خصوص العقل التجريدي الذي يقدِّم براهينه في الفلسفة والكلام، بل يشمل العقل التجريبي الذي يتبلور في العلوم التجريبية والإنسانية، كما يشمل العقل شبه التجريدي الذي يتكفَّل بالرياضيات، والعقل الخالص الذي يتكفَّل بالعرفان النظري»( 251 ).
لقد عمد الشيخ جوادي الآملي من خلال البيان المتقدِّم إلى بيان مرحلةٍ أخرى من أسلمة العلوم: «هناك عنصران مؤثِّران في أسلمة أمرٍ ما؛ أما الأوّل، والذي يُعَدّ هو الأصل في ذلك، فهو التأسيس والإبداع من ناحية الشارع المقدَّس؛ والثاني، الذي يكتسب الصبغة الدينية، هو تنفيذ وإمضاء العقود التي يبرمها الناس؛ كي لا تكون مغايرةً للأصول الأخلاقية وقواعد العلم الإسلامي»( 256 ).
إن هذه النظرية تواجه السؤال القائل: ما هو الأسلوب الذي يجعل الدين شاملاً لجميع العلوم، الأعمّ من الإنسانية والتجريبية والقوانين والقرارات والعلوم الوحيانية؟ يستند الشيخ جوادي الآملي ـ في معرض الإجابة عن هذا السؤال ـ إلى الفرضيات التالية: 1ـ حضور العقل في هندسة المعرفة الدينية.