چکیده:
في القرن السّابع الهجري حدث تحوّلٌ عظيمٌ في مسير العرفان الإسلامي تمثّل بظهور محيي الدّين بن عربي، وانتشار أفكاره ومؤلفاته وانشغال النّاس بها من متصوّفة ومتشرّعة. في المقابل، ظهر في الشّرق الإسلامي قطبٌ من أقطاب التّصوّف والعرفان وهو جلال الدّين البلخي الرّومي الذي جمعه لقاءٌ بابن عربي في دمشق، وعاصر تلميذه وأحد أهم ناشري أفكاره صدر الدّين القونوي في قونية. وقد تأثّر شارحو مؤلفات الرّومي وخاصة "مثنوي معنوي" تأثّرًا كبيرًا بأفكار ابن عربي ومذهب وحدة الوجود، فحاولوا إسقاطها على مؤلفات الرّومي والتنقيب فيها عن المواضع التي تشير إشارةً قريبةً أو بعيدةً إلى مذهب وحدة الوجود والإنسان الكامل والحقيقة المحمدية وغير ذلك مما انتشر من أفكار ابن عربي. وتبعًا لذلك ذهب الباحثون قديمًا وحديثًا إلى عدّ الرّومي من أتباع ابن عربي ومذهب وحدة الوجود دون إمعان النظر فيما وصل إليهم. فالرومي من كبار المتصوّفة التّابعين لمدرسة خراسان التي ضمتّ عددًا كبيرًا من مشايخ التّصوّف، وهي مدرسةٌ قديمةٌ وعريقةٌ وصفها زرينكوب بأنّها "مهد التّصوّف". ولمشايخ خراسان طريقةٌ خاصّةٌ وفكرٌ عرفانيٌّ يتّسم بغلبة العشق على المعرفة، والسّكر على الصّحو، ووحدة الشّهود مقابل وحدة الوجود. وهو – أيّ الرّومي- بقي حتّى بعد انتشار أفكار ابن عربي ومذهب وحدة الوجود تحت لواء قدماء المتصوّفة وطريقتهم في السّير والسّلوك، وطريقة شيخه شمس الدّين التّبريزي الذي أحدث تحوّلًا تاريخيًّا في حياة الرومي عُدّ ولادةً روحيّةً جديدةً.
در اغاز سده هفتم هجری (سیزدهم میلادی) تحول شگرفی در دنیای عرفان اسلامی رخ داد. این تحول با ظهور ابن عربی و منتشر شدن اموزه ها، افکار، اثار او و مشغول شدن مردم جهان اسلامی، چه متصوفه و چه متشرعه ، به ان صورت گرفت. از ان طرف در شرق اسلامی قطبی از اقطاب تصوف و عرفان درخشید و ان "جلال الدین بلخی رومی" است که در دوره نوجوانی خود در دمشق با ابن عربی ملاقات کرد و میان او و شاگرد ابن عربی و یکی از مهمترین مروجان فکر ابن عربی و وحدت وجود یعنی صدر الدین قونون دوستی و مصاحبت و مجالست برپا شد. شارحان اثار مولوی به خصوص "مثنوی" تاحدی زیادی تحت تاثیر اموزه های ابن عربی واقع شدند انها تلاش کردند مضامین مثنوی را بر اساس افکار ابن عربی و فلسفه وحدت وجود، شرح و تفسیرکنند و دنبال ان بودند تا در سخن مولوی چه به نثر و چه به شعر، تشابهاتی نزدیک یا دور با کلام ابن عربی و وحدت وجود پیدا کنند تا نظر خود را ثابت نمایند. در نتیجه تعدادی از محققان گذشته و حال برانند تا رومی را از پیروان ابن عربی و وحدت وجود بشمارند بی انکه در ان روایت ها که به دستشان رسیده عمیق تر بنگرند. جلال الدین رومی از بزرگان متصوفه متعلق به عرفان مکتب خراسانی است و این مکتب قدیمی تعداد بسیاری از مشایخ صوفیه را در بر می گیرد. مشایخ این مکتب دارای شیوه سیر و سلوک خاصی بودند و فکر عرفانی انها به غلبه عشق بر معرفت، و سکر بر صحو، و وحدت شهود در برابر وحدت وجود شهرت دارد. جلال الدین رومی بعداز منتشر شدن افکار ابن عربی و مذهب وحدت وجود زیر لوای قدمای متصوفه و طریقت انها در سیر و سلوک ماند. همچنین نباید از تاثیر چشمگیری شیخ او شمس الدین تبریزی غافل باشیم، ان پیر که زندگی جلال الدین بلخی رومی و شخصیت او را کاملا دگرگون ساخت.
خلاصه ماشینی:
ولا ينكر البحث وجود إشارات واضحة في مؤلّفات الرومي تتقاطع مع ما جاء به ابن عربي، إشارات ارتكز عليها الباحثون في جعل جلال الدين الرومي واحدًا من مريدي ابن عربي ومن أتباع مذهب وحدة الوجود، إلّا أنّ البحث يؤكّد محدوديّة هذا التأثّر انطلاقًا من اختلاف المشارب والطريقة بين هذين القطبين، إضافةً إلى الاختلاف في تجربتيهما العرفانيّة، وطريقة صوغهما لهذه التجربة.
نقول بدورنا إنّ اللقاء الذي أكّدته الروايات التاريخيّة كان لقاءً عابرًا ولا يمكن التعويل عليه في إثبات تأثّر الرومي بابن عربي، فقد وقعت في حياة الرومي كثير من اللقاءات التي جمعته بعدد كبير من العارفين والسالكين والعلماء وأهل الفقه وغيرهم، ولا بدّ أنّ لهذه اللقاءات وما جرى فيها من حوارات ومباحثات تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر على شخصية الرومي وفكره وتجربته الروحيّة، ولكنّنا لا نستطيع الجزم بأنّ هذه اللقاءات (وخاصة العابرة منها) قد جعلت الرومي تابعًا لأيٍّ من هؤلاء فكرًا أو طريقةً.
ونستطيع تأكيد ذلك بالعودة إلى بعض الروايات التي ذُكرت في "مقالات شمس"، فعلى الرغم من العلاقة الباطنيّة التي جمعتهما واعتراف شمس التبريزي بعبقريّة ابن عربي، إلّا أنّهما اختلفا في الفكر والطريقة، وأكثر ما أخذ عليه جرأته في تعبيره عن أفكاره وتجربته العرفانيّة، كما انتقد في غير موضع وحدة الوجود وقبول عدد من المتصوّفة بها من دون إمعان النظر فيها (شمس الدين التبريزي، 1385هـ.
تضمّ طيّات الكتب كثيرًا من الحقائق والروايات حول عمق العلاقة التي ربطت الرجلين، ومن أهمّ تلك الروايات ما ذكره الجامي في شرحه على "فصوص الحكم"، فقد أشار الأخير إلى أنّ الرومي كان يقتدي في صلاة الجمعة بصدر الدين القونوي، وأوصى تلاميذه في أثناء مرضه الأخير أن يصلي القونوي عليه عند وفاته.