چکیده:
اوضحت الدراسة الحديثة بالادلة العلمية من تحليلات حبوب الطلع )لقاح النباتات( البرية المنشأ ومتكيسات ذات السوطين البحرية الموطن في ترسبات الاثنان والعشرون الف سنة السابقة في الآبار المحفورة قرب شط العرب ونهري دجلة والفرات ومنخفض الرزازة )البحيرة حالياً( واهوار جنوب العراق وكهوف شمال العراق بالاضافة الى الدراسات التضاريسية من تفسير الصور الجوية ان الطوفان الذي ذكر في الكتب السماوية المقدسة ودون في السجلات القديمة قد حدث قبل (10000)سنة من الوقت الحاضر اثناء ارتفاع معدل درجة الحرارة الارضية 5-6 درجة مئوية وذوبان ثلاجات مقدمة جليد القطب الشمالي التي كانت تغطي أوربا وشمال آسيا وكندا وشمال الولايات المتحدة الامريكية. ان ذلك أدى الى ارتفاع مستوى سطح البحر (70)سبعون متراً ودخول مناخ الارض في دورة الاحماء الحالية واندفاع مياه المحيط الهندي والبحر العربي الى منخفض الخليج العربي الذي كانت تسكنه اقوام سابقة ربما قوم نبي الله نوح (ع) ووصلت المياه المندفعة الى شمال مدينتي العمارة والناصرية الحاليتين وربما غطت لفترة زمنية قصيرة مناطق اعالي الفرات ايضاً بدلالة تواجد متكيسات ذوات السوطين البحرية الموطن هناك. بينما لم يكتشف اي من الدلائل البحرية في مناطق كهوف شمال العراق وانما استمرار لبيئة الارض اليابسة. كما تغير ساحل البحر ومصب شط العرب من مضيق هرمز الى مناطق مدن جنوب العراق القديمة. تسبب الانغمار البحري في تكوين ترسبات بحرية غطت جنوب العراق للفترة الزمنية بين 100000و حتی 6000 سنة قبل الحاضر وسميت من قبل جيولوجيوا المسح الجيولوجي في العراق بتكوين الحمار. اعقب ذلك الحدث أزمان مطيرة ساعدت على تكوين او ازدياد حجم بحيرات وغابات مروجية في صحاري العراق الغربية واراضي زراعية وسط رافدي دجلة والفرات نشأت عليها اولى حضارات العالم السومرية والبابلية والاشورية والعربية الاسلامية. كما تأثرت تلك الحضارات بفيضانات موضعية في جنوب العراق لعدة مرات (8000،7000،5400 سنة قبل الحاضر)دونت في اساطيرهم القديمة بأسلوب مماثل للطوفان العالمي الذي حدث 10000سنة من الحاضر ولكن التغير المناخي والتصحر المستمر الى الوقت الحاضر ادى الى تناقص الامطار وقلة في النباتات ونشوء صحاري غرب العراق. كما وان التوقعات المستقبلية للمناخ في وادي الرافدين حسب الدراسات السابقة تشير الى ان تزايد درجة الحرارة خلال القرن القادم سيؤدي الى ذوبان جليد القطب الشمالي وارتفاع سطح البحر ربما سبعون متراً اضافية واندفاع مياه الخليج العربي في العام 2150 ميلادية لتغطي المناطق المنخفضة في جنوب العراق وربما حتى مدينة بغداد حيث التضاريس الاقل من سبعون متراً فوق مستوى سطح البحر الحالي و بذلك سيشمل الطوفان القادم مناطق العالم الساحليه المنخفضه. يقطع دورة الاحماء القادمة والحالية وربما قبل اكتمال الطوفان القادم ازدياد البرودة وعودة الارض للعصر الجليدي وتراجع المياه البحرية لتنكشف الى اليابسة ايضا قيعان الخليج العربي بأكمالها وترجع لتكون مصبات دجلة والفرات في الوادي الخصيب المعاد تكوينه بمناخ معتدل مثالي ولتصب في منطقة مضيق هرمز.